رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لاشك، أن الاستمرار بنجاح فى التعامل مع آليات ونظم عصر المعلومات أمر بات يتطلب وجود مؤسسات ثقافية تتسم باليقطة والتفاعل السريع، وسرعة الاستفادة بإيجابيات تلك المتغيرات واتخاذ المواقف، والذهاب إلى ممارسة آليات الوسائل الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصولًا إلى خلق واقع جديد على الأرض يمكن إعلانه لكل الدنيا، والاستفادة المباشرة وغير المباشرة بنتائجه وحصاد معطياته..

نحن نعيش عصر باتت فيه الحاجة إلى مؤسسات ثقافية تقوم بدورها بوعى فى نشر مخرجات العمل الثقافى والتنويرى المصرى والعربى والعالمى بإدارة تتجاوز كل افتكاسات البيروقراطية الترائية والثبات المتحفى.

وفى هذا السياق يظل المواطن فى أمس الحاجة إلى توفير الحد الأدنى من الحماية بعد أن شاع بيننا نجوم الممارسات الانتهازية فى مسارات العمل السياسى والاقتصادى والإعلامى والثقافى يتلاعبون بعقول وأفئدة البسطاء منا..

وفى اعتقادى لن تتوافر هذه الحماية للمواطن بمفهوم عصر المعلومات، إلا بتضافر جهود قادة الفكر التنويرى، يساندهم التربويون والإعلاميون من ذوى الانتماء الوطنى النبيل..

ولعل من أولى المهام الواجبة الداعمة للعمل الثقافى تتمثل فى سرعة الانتفاض والرفض والمقاومة العلمية والموضوعية الإيجابية للتخلص من عار ووصمة الأمية الأبجدية، والعمل كذلك على محو أميات عصر المعلومات، ونقصد بها: أمية الكمبيوتر والمعلومات، وأمية الشكل والرمز، وأمية الثقافة العلمية والدينية والفنية والإنسانية بشكل عام.

وعليه، فإن توفير الهام والضرورى والأساسى من المعارف والمهارات والخبرات للمواطن وتمكينه من الاستفادة بمعطياتها بات ضروريًا، وذلك للتعامل ببساطة ويسر مع مستحدثات عصره ليصبح قادرًا على العيش فى وطن لا يشعر فيه بالغربة أو الإقصاء..

وفى هذا السياق، من الطبيعى إدراك حقيقة أن استفادة المواطن من المعلومات تحتاج إلى حد أدنى من التعليم حتى لا يكون مستهدفًا من قبل أجهزة إعلام تمثل فى النهاية المصدر الوحيد لتلقى المعلومات والأخبار والمعارف..

نعم، قد يكون من تبعات الإنترنت الإيجابية إتاحة فرص الاستزادة من قدرة الإبداع والابتكار من خلال مداومة السفر المستمر فى فضاء المعلومات وتوفير مساحات استخدام وسائط التعلم الذاتى وتنمية القدرات الذهنية، خاصة أن التعامل مع النظم الآلية والبرمجيات يساعد على نمو التفكير المنطقى والمنهجى. ولكن قد يرى البعض منا أن الشبكة العنكبوتية فى بعض الأحيان تحيل عملية الإبداع إلى نوع من الاجترار بعيدًا عن الإبداع ومنطلقاته..

فى النهاية، على مؤسساتنا الثقافية والعلمية والتعليمية التصدى لمظاهر إهدار العقل بدءًا من الأمية وانتهاء بنزيف العقول، وما بينهما من فكر الخرافة، وشبه العلمية، واللا علمية والانتهازية الفكرية والسرقات العلمية والاستبعاد المعرفى، وما يتم إهداره من منتجات فكرية وثقافية دون تفعيل أو استفادة تطبيقية..

[email protected]