عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بين فترة وأخرى، نشهد جدلًا عقيمًا، وانقسامًا واضحًا، بين تيارين، حول شخصية فارقت الحياة، لنلحظ تطرفًا من كليهما، إما بسبب الانحياز، أو الفهم القاصر والسطحي.. لنكون على موعد متجدد مع «التطرف» و«المغالاة»، فى المحبة أو الكراهية.

وتبقى «الاصطفافات» الحادة، شاهدة على أننا في ظل هذا الشتات، نعيش متاهة الضياع الفكري والعقائدي منذ سنوات، لتفريغ أزمات نفسية، أو «تنفيس» جهل، أو تجاهل حقيقة أنه لا يبقى بعد موت الإنسان إلا أفكاره.. وعمله.

نتصور أن كَيْل الاتهامات للآخرين بالإرهاب والإفلاس الفكري، أو الادعاء بامتلاك خارطة الطريق إلى السماء، ومنح صكوك الجنة والنار، يتنافى كليًا مع المنطق الإنساني والأخلاقي والمعرفي، بل ويسيء إلى العدالة الإلهية!

إن تجدد حالة الاستقطاب «المتطرفة»، بين تيارات أيديولوجية متباينة، عقب وفاة «نوال السعداوي»، جعلتنا نلحظ بوضوح، معركة خاسرة بين معسكرين.. كل فريق يستند إلى «مرتكزات» من النقل أو العقل، لإثبات وجاهة رأيه وصوابيته!

وبما أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت «مَكْلَمة» غير منضبطة للجميع، للتعبير عن قناعاتهم وميولهم وفقًا لأهوائهم، فالحاصل أن يكون «الهَبْدُ» حاضرًا، والتطرف قائمًا، والانحياز موجودًا، والكَيْدُ متصاعدًا!

ما تابعناه يؤجج فكرة «السقوط تحت الطلب»، و«صراع» محتدم بين تيارين، أحدهما يتهم «الخصوم» بأنهم «مُضَلِّلِون» و«جهلاء» لم يقرؤوا للراحلة كتابًا، وهو اتهام فَنَّدَهُ الآخرون بأنه يحمل كثيرًا من المغالطات، ولا يعدو كونه مكايدة رخيصة، لأنهم أيضًا لم يطلعوا على مواقفها المعلنة في مقابلاتها التليفزيونية، بـ«إنكارها معلومًا من الدين بالضرورة»!

لعل من التناقضات الواضحة، الزعم بأن أي معالجة لأفكار «الراحلة» بعد موتها، إساءة لها وإهدار لرمزيتها، في حين أن تصريحاتها وأفكارها «المؤرشفة بالصوت والصورة» مَسَّت نصوصًا عقائدية مستقرة، وبالتالي تحول الأمر إلى ساحة معركة، استبيحت فيها كافة «الأسلحة» الدينية.. والفكرية!

إن مسألة منح صكوك الرحمة والعذاب على مَن نتفق أو نختلف معهم، ليست سوى وساوس شيطانية، تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، أو فكريًا.. ولذلك فإن ما ينطق به البعض من أحكام مسبقة، يرسخ لمفهوم الاستقطاب الدائر في كل القضايا، ودليل على استمرار معاناة المجتمع من انعدام الثقة والإفلاس الفكرى وانسداد الأفق السياسي، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية والشفافية، فيما هو ثابت أو متغير!

نعتقد أن الانزلاق إلى حافة الهاوية في لغة الخطاب، وعدم تحمل النقد أو الاختلاف، أو حتى القدرة على تقبل الرأى الآخر، أسفر عن عداء واشتباكٍ تجاوز حدود السب والقذف!

أخيرًا.. كثير من هؤلاء «الأدعياء» لا يمكنهم التنازل عما ورثوه، فنجدهم يتبارزون بالنصوص أحيانًا، وبالتأويل في كل حين، حتى أخذتهم العزة بالإثم.. في مثالٍ صارخٍ وفاضحٍ لتدنِّي الحوار، حيث تمتلئ النفوس بالرغبة بالانتصار، في معركة هم بالأساس ليسوا أطرافها!

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليِ: «اتقوا الفاسق من العلماء، والجاهل من المتعبدين.. أولئك فتنة كل مفتون».

[email protected]