رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نتابع من آن إلى آخر عشرات المقالات التى يحدثنا أصحابها بمرارة عن انتشار مظاهر كراهية المظاهر والقيم الجمالية وأهل إبداعها فى العديد من مؤسساتنا بكل نوعياتها حتى المعنية بأمور التنشئة والتعليم والثقافة والرياضة.. ويبقى الأهم من حالة الازدراء والكراهية للجمال، هو قبح السلوكيات ( سلوكياتنا نحن ) وتراجع الاحتفاء بمظاهر الجمال فى حياتنا، بل والإقدام على تشويه بعضها بكل كراهية مقيتة!!

وللأسف فإن بعض من يحدثوننا بتباك وحسرة عن انزواء قيم الجمال المحققة للبهجة والسعادة لعموم البشر عبر كل وسائط الميديا، نجدهم وقد تعاملوا مع الفنون والأعمال الإبداعية ومبدعيها عبر تناول سطحى وانطباعى، والغريب أن تتاح لهم مساحات هائلة يعرضون فيها سير ورحلات عطاء من رحلوا ومن ما زالوا بيننا من أهل الإبداع، وبدلًا من استثمار تلك المساحات للنقد المحترف والموضوعى وجعلها مساحات للتنوير والتعريف بتاريخ الفنون ومدارسها وبذل الجهد فى قراءة جوانب الجمال وإضاءات الإبداع المميزة والإضافات المتحققة لإنجاز طفرات فى دنيا الفنون والإبداع، فإذا بنا أمام صفحات وبرامج تصور من يشغلونها أن كل مهامهم المهنية فى الاكتفاء بالحديث التقليدى تحت عنوان (الفنان فلان الذى لا تعرفونه ).. وتنساب الحوارات والمقالات باستعراض تفاصيل السير الذاتية الاجتماعية (على طريقة أين ترعرع سيدى وأكلتك المفضلة، وقالوا عنك بخيل، وطلقت عشر مرات ليه هه.. احكيلنا وسلينا !!! )..

بمناسبة مرور ربع قرن على رحيل الموسيقار الرائع بليغ حمدى كانت هناك حالة احتفاء إعلامية مستحقة بالمناسبة، ولكن فى غياب صفحات ومجلات متخصصة فى فنون الموسيقى كان أغلب تلك المتابعات وكأننا بصدد كتابة سيرة ذاتية، ورصد حواديت للاستظراف من جانب محررين وكتاب تقارير، اكتفوا بعلاقاته بنجمات عصره، وحكايات من نوعية وعده بالزواج من الفنانة صباح ويوم الفرح نسى الموضوع وحدوتة المطربة المغربية المنتحرة فى بيته...إلى غير ذلك مما يطلقون عليه الوجه الآخر للفنان !!

وبدلًا من استثمار الفرصة للوقوف على دوره المؤثر فى دنيا النغم والإبداع الموسيقى ومراحل العطاء المختلفة وكيف اخترق الساحة الموسيقية فى وجود عمالقة.. وكيف تعلم منهم وأضاف إليهم.. لنقدم لشباب الإبداع الموسيقى المزيد من تفاصيل رحلة موسيقارنا العظيم ليفيدوا ويستفيدوا، استغرقت معظم متابعات الاحتفاء بالمناسبة فى تفاصيل ساذجة... لا حديث عن دوره فى تطوير الأغنية الشعبية وكيف تحقق له ذلك.. لا تناول لإسهاماته الرائعة فى مجال المسرح الغنائى والاستعراضى.. ماذا قدم فى مجال الأغنية الوطنية لتطويرها لتلامس وجدان ومشاعر الناس.. والحديث يطول حول خيبة الأمل فى تضييع الفرص التى لو تقدم لاستثمارها نقاد من أهل الاختصاص لكنا أمام احتفالية على قدر من الاحترام لمبدع عظيم قدم لمصر عمرًا من الإبداع !!

[email protected]