رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

الكتابة عن العظماء أو الكبار، شأن يختص به رجال التاريخ أكثر من غيرهم، لأنهم يُخَلِّدون الشخصيات والأحداث والوقائع، ويحفظون هذه السجِّلات ونقلها جيلًا بعد جيل.

في كل زمان تظهر شخصيات مؤثرة في التاريخ الإنساني، إن كان إيجابيًا، لإبداع أو اختراع أو اكتشاف ترك بصمته على البشرية، أو بشكل سلبي لحروب شَنُّوها أو معارك خاضوها، أو كانوا طغاةً مستبدين أو خونة مفسدين في الأرض.

لكننا نتحدث عن شخصية نسائية مُلْهِمة حفرت اسمها في التاريخ الحديث.. صنَّفتها «فوربس» بالسيدة الأقوى في العالم، ووصفها الإعلام بأنها «المرأة الحديدية»، التي تُخفي وراء هذه القوة روح دعابة فريدة تتجنب إظهارها.

حاصلة على الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية.. ليس لديها أولاد، ولا تزال تحمل اسم زوجها الأول.. رسمت لنفسها صورة المرأة الباردة والحذرة، والقاسية رغم عشقها للبطاطا والأوبرا والتنزه.

منذ العام 2005، اتخذت قرارات جريئة أدت إلى تراجع شعبية حزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، لعل أبرزها «سياسة الترحيب» باللاجئين الفارِّين من الحروب والاضطرابات، وإلغاء التجنيد الإجباري، وإنهاء اعتماد بلادها على الطاقة النووية.

يمكن اختصار حياتها ومسيرتها الناجحة خلال أعوامها السبعة والستين في ثلاث كلمات فقط: «الشغف والحكمة والقوة».. تلك الثلاثية التي صنعت أسطورة أول امرأة تحكم جمهورية ألمانيا الاتحادية.. إنها المستشارة أنجيلا ميركل.

على مدار 16 عامًا من العطاء الكبير، تنتظر «ميركل» نهاية ولايتها الحالية في سبتمبر المقبل، لتحقيق حلمها في رحلة تقاعد مكوكية بالولايات المتحدة، برفقة زوجها، من دون إجراءات رسمية وحراسات أو اجتماعات عمل!

ربما أهم ما يميز تلك الشخصية الفريدة، أنها تعرف جيدًا كيف تتعامل مع الرجال الأقوياء، كما تتبع الأسلوب العلمى فى التفكير، ودائمًا ما تربط بين الأسباب والنتائج، وتلجأ لـ«الشورى» قبل اتخاذ القرارات!

وللدلالة على قوتها تُعرف «ميركل» بين الألمان بـ«ملكة الليل»، لأنها اعتادت ممارسة عملها وعقد الاجتماعات حتى وقت متأخر، دون أن تتأثر حالتها الصحية أو الذهنية.. كما يُرَوِّج الألمان لعبارات تشبه الأساطير عن المستشارة القوية، أن بإمكانها العمل طويلًا، وتخزين النوم مثلما يُخَزِّن الجمل المياه.

المتتبع لحياة «المستشارة» ذات الأصول البولندية، التي بدأت حياتها بالعمل «نادلة» في حانة، بحسب الصحفية باتريشيا ليسنير كراوس في كتاب بعنوان «ميركل.. السلطة.. السياسة»، يكتشف أنها رحلة كفاح عظيمة بدأت منذ المراهقة.

«المرأة الحديدية» التي ظلت طوال فترة طفولتها ومراهقتها تخشى هبوط السلالم أو المنحدرات، هي نموذج فريد في القيادة والانضباط، وفي كل شيء.. في حياتها وملابسها وسلوكياتها وسياساتها وقراراتها.. إنها طراز نادر من الساسة، لا يتكرر كثيرًا.

أخيرًا.. أي أمة تكتسب واجهاتها الحضارية من خلال رموزها الوطنية، «سياسية، فكرية، دينية، ثقافية، علمية، رياضية، فنية.. أو غيرها»، كما أن كل من يحقق الرمزية بِقِيَمِهَا المعروفة في بلاده، إنما يصنع وجهًا جديدًا ومشرقًا من وجوه التألق، تتخطى حدود الجغرافيا إلى كل الدنيا.

فصل الخطاب:

لا تخشَ الارتباط بامرأة قوية، فقد يأتي يوم تكون هي جيشك الوحيد.

[email protected]