عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

لا شك أن حمى «الهوس» بكل ما هو «مستورَد»، بات مؤشرًا خطيرًا، بعد أن انشغلنا أو أُشغلنا بالتقليد الأعمى للغرب فى «التفاهة» فقط، لنتحول إلى شعوب «مُقَلِّدَةً» فى كل شيء تقريبًا!

إذن، لا غرابة أن يصل بنا الحال إلى مرحلة «الانحطاط»، بعد الانسلاخ من قِيَمنا، التى حَملت على الدوام طابعًا خاصًا وبصمة مميزة.. والنتيجة أننا أصبحنا غارقين فى وَحْلِ التخلف والجهل!

على مدار العام، لا يكاد يمر شهر «هجري» أو «ميلادي»، إلا ويحمل إجازة أو احتفالية «بمناسبة، أو من دون مناسبة»، دينية، وطنية، اجتماعية.. أو حتى عاطفية!

أعياد وإجازات واحتفالات «رسمية» و«عُرفية».. وكل مناسبة تكتسى أجواؤها بألوان المناسبة المُحتفَى بها، كألوان «البيض» فى «شم النسيم»، أو الورود الحمراء و«الدباديب» فى عيد الحب!

ويبقى لكل احتفالية أو مناسبة، طقوسها الخاصة وأجواؤها التى تميزها عن غيرها، تمامًا كما هو حاصل هذه الأيام، من «الزحف الأحمر»، الذى أصبح على الأبواب!

ورغم انشغال العالم باللقاحات وموعد انتهاء جائحة كورونا التى خلَّفت وراءها ما يقارب 2.5 مليون متوفى، وأكثر من مائة وستة ملايين مصاب، إلا أن الكثيرين فى عالمنا العربى ينتظرون بشغف هذا «الحدث الجلل» من السنة للسنة.

وكعادة كل عام، بدأت مبكرًا هالةٌ كبيرةٌ من فتاوى الإباحة والتحريم، تسبق الأجواء الكرنفالية للاحتفالات، مع سَيْلٍ جارف للرسائل وبطاقات التهنئة بـ«اليوم الأحمر»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي!

عندما كنَّا صغارًا أو مراهقين، لم نعهد الاحتفال فى 14 فبراير بما يسمى «عيد الحب» أو «Valentine’s Day».. وغيره من المناسبات المستحدثة على الذاكرة، التى أصبحت تُشغل الكثيرين، وتُرهق جيوبهم على مدار السنة.

الآن، بدأ «الزحف الأحمر» يحاصرنا فى كل مكان، احتفاءً بـ«الفلانتين» الذى صار يومًا مميزًا لـ«العشاق» وغيرهم، وموسمًا رائجًا لبيع العطور والزهور والهدايا والتغليف.. وربما الذهب، المُتاح حاليًا للأثرياء دون غيرهم!

إذن، لا صوت يعلو على «الفالنتين».. الذى أصبح حديث الساعة، خصوصًا فى أوساط الشباب، وبات أيقونة لمختلف وسائل الإعلام والصحافة و«السوشيال ميديا».. وحتى هؤلاء «المُنَجِّمين» أو مَن يُسَمون خبراء «علم الأبراج»!!

ربما لم يعد الحال كما كانت قبل عامين، بسبب الوباء، لكن يظل «الحصار الأحمر» فى المطاعم والشوارع والمحال التجارية والإعلانات والفضائيات، وحتى نغمات المحمول وإهداءات «الكول تون».. ولذلك شئنا أم أبينا، صار هذا «اليوم المشهود» عُرفًا قائمًا، وحقيقة لا يمكن إنكارها، ليكون يوم عيدٍ، بالمعنى الحرفى للكلمة.. ولم يتبقَ سوى إعلانه إجازة رسمية مدفوعة الأجر!

أخيرًا.. ما أجمل أن يعيش الإنسان فى سعادة وفرح وسرور، ولا أقل من أن تكون أى مناسبة فرصة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، والتخلص من متاعب الحياة وهمومها، لكن أن تصبح المناسبات «المستورَدة» على مجتمعنا، بمثابة «بدعة حسنة»، فلتكن تهنئتنا للجميع واجبة «happy valentine's day»!!

فصل الخطاب:

إذا أردتَ أن تعرفَ أحدًا ما، يجب عليك أولًا أن تعرف كيف يخطط، وماذا يقرأ، وبماذا يهتم.. أو فيمَ يفكر؟

[email protected]