رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

تظل حياتنا اليومية، بكل تفاصيلها، واقعاً ملموساً، نتحكم فيه بإرادتنا.. سواء أكنا راغبين أم كارهين، لكننا قد نفضل العيش فى عالمٍ افتراضى بمخيلتنا، من خلال اختراع حياة وهمية.

فكرة التعامل اليومى مع منصات التواصل الاجتماعى، خصوصاً «فيسبوك»، أصبحت تشبه تماماً تناول الوجبات السريعة، أو «العلاقات العابرة» التى تقوم على التفاعل اللحظى، الذى لا يصمد كثيراً.

«دمعة شتاء، سحابة حب، صريع الهوى، مجروح العشق، أنين الهجر، فخورة بدينى، بقايا حنين». .. أسماء «وهمية» يطلقها البعض على «حساباتهم»، اعتقاداً منهم أنها تلائم شخصياتهم أو لأسباب تخصهم.

الأمر تجاوز استخدام الأسماء «الافتراضية» لطرح آراء جريئة، تتعدى حدود النقد والعادات والتقاليد، أو هروباً من رقابة وقيود صارمة، أو لإبداء آراء تتعلق بقضايا سياسية ودينية وأخلاقية، ذات «طبيعة حساسة».

قد يمتلك البعض أكثر من «حساب»، أو اثنين على الأقل.. الأول «عام»، يستخدم مع الأهل والأقارب، والآخر مع «الخواص»، خصوصاً هؤلاء الذين يتعاملون بحذر مع «السوشيال ميديا» لظروف عائلية.. أو لاعتبارات أخرى!

وكثير من تلك «الحسابات» تجاوزت الغرض منها، لتعبر عن ازدواجية سلوكية، حتى أصبحت نافذة لتبادل المجاملات، والنفاق الافتراضى، والمشاعر المزيفة.. وربما تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك!

وبعيداً عن الأسماء المستعارة والوهمية، التى ربما لا يكون لصاحبها نصيب منها، فإن أكثر ما يلفت الانتباه هو أن كثيراً من التعليقات والإعجابات لساكنى العالم الافتراضى تمثل مجاملة، قد ترقى إلى مرحلة النفاق!

أغلب الـ«Likes» أو«Comments» لا تكون نتيجة القراءة، أو مناقشة موضوعية لمضمون المنشور، بقدر ما تعد رسالة موجهة لصاحبه، بدليل وجود إعجابات كثيرة تنهال على «post» قبل قراءته، أو ربما لا يُقرأ فى الأساس!!

الملاحظ أن «منشورات» السيدات والفتيات تتربع على قمة عدد المتابعين والمعجبين «الرجال»، حتى لو كانت منقولة أو مصحوبة بكلمات ركيكة، أو مكتوبة بشكل خاطئ، ولذلك عندما تنشر إحداهن صورة، أو تشعر بألم «على سبيل الدلع»، تجد جميع المتابعين من فئة الأطباء والمعالجين النفسيين والفلاسفة والحكماء!

لقد أصبح «العرف السائد» أن الشخص يظهر إعجابه بتدوينات الآخرين كرد على إبدائهم الإعجاب بتدويناته على صفحته، ناهيك عن «تملق» بعض الموظفين الذين يسارعون للإعجاب بكل ما يكتبه رؤساؤهم، حتى لو كانت شكوى من الإسهال!

أحياناً، نجد بعض المتابعين يقومون بإبداء إعجابهم مسبقاً، انتظاراً لـ«رد الجميل». . وآخرين مفرطين فى التفاعل مع تدوينات أصدقائهم، عملاً بمنطق «قدم السبت تلاقى الأحد»، فيضطرون إلى إبداء إعجابهم بما يكتبونه بغض النظر عن محتواه، ليكون مؤشر النجاح برأيهم عدد الإعجابات والتعليقات.

أخيراً.. وهناك بعض الأشخاص مصابون بحمى طلبات الصداقة، خصوصاً للشخصيات العامة، أو المشاهير.. وبالطبع لا يعنيهم ما ينشر أو يحرك فيهم ساكناً، لذلك لا نجد تفسيراً لاختفاء التعليقات والإعجابات على منشور مهمٍ وراقٍ لشخص ما، رغم وجود آلاف «الأصدقاء»!

فصل الخطاب:

يقول «الشعراوى»: «ابتعد عمن تكره.. لا تجامل كذباً، ولا توافق خجلاً.. فلم يمنحك الله هذه النفس لتعذبها».

[email protected]