هموم مصرية
عندما وصلت إلى القاهرة فى أول أكتوبر 1957 لأدرس فى جامعتها سكنت فى شارع متفرع من شارع سليمان جوهر فى الدقى.. فوجدت لافتات عديدة.. وصورًا كثيرة تملأ جدران كل حى الدقى وكانت كلها لسيدة شابة وجدت عندها الشجاعة لكى ترشح نفسها لتصبح عضوًا بمجلس الأمة.. وبعض هذه الصور لتلك السيدة الشجاعة كانت بملابس عسكرية، إذ كانت هذه السيدة واسمها راوية عطية من اللاتى تطوعن عسكريًا ضمن قوات مواجهة العدوان الثلاثى علينا فى اكتوبر 1956، ونجحت راوية عطية وأصبحت عضوة فى أول برلمان بعد ثورة 23 يوليو.. وكان ذلك حدثًا عظيمًا فى تاريخ مصر السياسى أعاد إلى اذهاننا سيدات ناضلن وقدن العمل السياسى النسائى فى تاريخ مصر الحديث مثل أم المصريين وهدى شعراوى وسيزا نبراوى.. وحتى الدكتورة درية شفيق، التي انشأت حزب النيل!!
وفى الانتخابات التالية - وكنت قد أصبحت صحفيًا بأخبار اليوم - أوفدتنى جريدة الأخبار لأشارك فى تغطية اشتراك المرأة المصرية فى هذه الانتخابات.. وكان دورى هو تقديم السيدات المرشحات.. وظللنا بعد ذلك ولسنوات عديدة نتحدث عن أن المرأة هى نصف المجتمع، ويجب أن يحصلن علي حقهن الطبيعى فى الوصول إلى البرلمان.. إلى أن جاءت أحداث يناير 2011 ثم بعد أن رأينا اقدام سيدات وفتيات مصر لكل الصفوف فيما وقع من أحداث أبرزها مظاهرات ميدان التحرير وبالذات عام 2013. وكانت سيدات مصر وفتياتها فى المقدمة من كل هذه الأحداث.. بل ورأينا أن عددهن كان أكبر من أعداد الرجال فى كل الانتخابات التالية.
ولذلك لم أندهش عندما وصل عدد النواب من النساء فى البرلمان الأخير 2020 - إلى 87 نائبة.. وأن الرئيس السيسى كان حريصًا على اختيار 10 منهن بالتعيين.. أليس ذلك أكبر نصر لسيدات مصر.. وهو عدد يجعلنى أتفاخر به بين برلمانات العالم، حتى فى الديمقراطيات العتيقة.
وتذكرت هؤلاء السيدات العظميات اللائي نجحن فى الوصول إلي الحكم ما بين رؤساء حكومات ورئيسات دول ووزراء.. من آسيا ربما قبل أوروبا.. وهل ننسى سيريمافو باندرانيكا «سريلانكا» أو اندريا غاندى «الهند» وجولدا مائير «إسرائيل» والسيدة بيرون «الأرجنتين» أو مسز تاتشر.. وغيرهن من شهيرات نساء العالم.
< ولن="" أنسى="" أيضًا="" أكبر="" عدد="" من="" الوزيرات..="" فى="" دولة="" الامارات="" العربية="" مثلاً="" ومنهن="" سفيرات..="" وسيدات="" عظيمات="" فى="" هذه="" الدولة="" التي="" كنا="" نصفها="" بأنها="" من="" البلاد="" البدوية!!="" حقًا..="" لمصر="" وللعرب="" أن="" يتفاخروا="" بدور="" المرأة="">