رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كورونا جعلتنا جميعاً نترحم على هذه الأيام التى سبقت دخول سنة 2020 الى حيز الزمان، فكلٌّ منا يحلم ويعيش بخياله أيام كان آمنا مطمئنا ناعما بحرية الحركة والكيان والمكان ولقاء الاصدقاء ولقاء الأحبة وحب التسكع فى الشوارع، والتكالب على محلات الآيس كريم فى الشتاء، تزامنا مع أغنية الهضبة «عمرو دياب» آيس كريم فى ديسمبر آيس كريم فى جليم.

ربما كانت هذه الأيام وقتها وليلة مولد سنة 2020 لا تثير الاهتمام، كانت روتينية، فمن اعتاد السعادة، كانت لديه عادة، لا معنى لها.

أما الآن وقد أصبحنا جميعاً نعيش خلف قضبان الكمامة، وأيضا الدرع البلاستيكية أحياناً وأما وقد حرمنا التصافح مع أقرب الأقربين لنا وأصبحنا جميعاً نلوح بعضنا لبعض بإشارة سلام وكيف حالك ونحن نبتعد أمتاراً طبقاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية وتعليمات وزارة الصحة.

حتى لقاء الغرباء على محطات وصول القطارات، أو على أرض المطارات، أصبحت كلها حالة من الحرمان واختطاف نظرات فقط للتعبير عن اللهفة والاشتياق للقاء حبيب أو قريب حتى من الدرجة الأولى.

 لقد ساءت أحوالنا النفسية لهذا الضيف غير المرئى والذى يطبق علينا فى كل مناحى الحياة، حتى إنه يحاصرنا داخل غرف نومنا ويُقلق منامنا، اذا سمعت أحد أفراد أسرتك يعطس بصوت قوى أو أنه يعانى كحة جافة، أو ما شابه ذلك تنقلب حياة الأسرة إلى حالة من الرعب والطوارئ والرهبة من مجهول.

 وعن أى مجهول أتحدث، بعد أن فشل علماء العالم بل رؤساء بعض الدول الأوروبية، الذين أعلنوها صراحة، لقد نفدت حلول الأرض وننتظر حلول السماء.

هذا هو الإنسان، هذا الكيان المتمرد دائماً، اليوم لا ينتظر أموالاً أو حتى مناصب، اليوم يبحث فقط عن الأمان وراحة البال، يبحث عن علاج لهذا المجهول الذى أدار العالم وحرك الكرة الارضية وجعلها تهتز وتنحنى أمام قدرة الخالق وحكمته.

أن يأتى ڤيروس ليس له مقياس إلا من خلال الأجهزة الحديثة، التى يمكن أن تحدد حجمه اللانهائى فى الصغر. لقد أصاب هذا الڤيروس الدنيا كلها بالهوان والمذلة، دمر اقتصاد دول عظمى، أتى على الأخضر واليابس، أطاح بالعديد من البشر وكتب نهاياتهم بأمر الله، لا يزال ابن آدم يعيش الرعب والهلع يتمنى لو يعود به الزمان بأيام قلائل فى عمر الزمان، ما قبل دخول 2020, وكأنها كانت بالأمس.

لقد انحنى الجميع أمام هذه العاصفة الفيروسية، وأعلنت الوزارات بلا استثناء حالات الطوارئ لمواجهته، ولزم الناس بيوتهم، وأخذوا فى الدعاء والتضرع لله عز وجل أن يرفع الغمة والبلاء.

لماذا لا يكون هذا منهجنا دائماً دون الحاجة الى إعصار. كورونا الذى أغرق بلدان العالم فى هم وحزن لا يعلم أحد منتهاه، فالأمر كله للمولى عز وجل، فلنصلح أنفسنا ولنأخذ من هذا الاختبار والابتلاء دروساً تقربنا وتطهر نفوسنا.

وقريباً تُرفع الغمة ونعود سالمين، نحمده على كل نعمة التى لم نكترث بها يوماً ما.

 

[email protected]