رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

رغم الخسائر الفادحة التى تكبدها الاقتصاد العالمى على خلفية جائحة كورونا، إلا أن هناك من أدَارَ الأزمة بذكاء، واستطاع تحقيق مكاسب خيالية، خصوصًا شركات المستلزمات الطبية والأدوية والمستشفيات الخاصة والمراكز الصحية والمختبرات والصيدليات.

الملفت أن كبريات شركات التكنولوجيا حققت أرباحًا قياسية، بعد ارتفاع القيمة السوقية للسبعة الكبار (آبل، مايكروسوفت، ألفابيت «جوجل»، فيسبوك، تسلا، إنفيديا) إلى 3.4 تريليون دولار بنهاية 2020، إضافة إلى تضخم ثروات أثرياء العالم.

لكن الأمر يبدو مختلفًا فى مصر، بعد أن لاحظنا منذ العام الماضي، طفرة غير مسبوقة لاستثمار الجائحة لأقصى درجة ممكنة، وتحقيق مكاسب هائلة.. إنه استثمار تُجَّار المدافن، والراغبين فى الشراء، أو مَن أتعبهم البحث عن مقبرة!

نوع مختلف من التجارة، يُدغدغ مشاعر الخائفين المرتَعبين، الذين تمحورت حياتهم حول غريزة البقاء، ومسألة الموت، ليجد هؤلاء «المستثمرين» منفذًا لـ«الكسب السريع»، بذريعة تخفيف وطأة الوباء، أو رفع الروح المعنوية، برسالة طمأنة.. وإن كانت من نوع آخر!!

هذا النوع الجديد من الاستثمار يُديره بعض «الحانوتية»، الذين تربحوا كثيرًا، بسبب أعداد الوفيات الكبيرة التى خلَّفها الوباء، وما ترتب على ذلك من وجود نقص فى المقابر، وإقبال كبير على الشراء، خصوصًا أولئك الذين يفضلون شراء مقبرة بأسمائهم، لهم ولعائلاتهم من بعدهم، تكون قريبة من محل إقامتهم، حتى يسهل عليهم زيارة موتاهم.

هؤلاء التُجَّار أو «المستثمرون الجدد» وجدوا ضالَّتهم خلال الأشهر الأخيرة، فى إنعاش تجارتهم، وتسويقها عبر منصَّات التواصل الاجتماعي، لقدرتها على الانتشار السريع، من خلال ترويج مكثف بأساليب مبتكرة و«إغراءات» جذابة!

حيثما تولِّى وجهك نحو «السوشيال ميديا»، تحاصرك إعلانات مثيرة للدهشة والغرابة، بصور وفيديوهات «من أرض الواقع»، لجذب انتباه «الزبائن»، فى محاولة «مستميتة» لبيع وتسويق المقابر والمدافن و«الأحواش».. فيما يبدو وكأنه استعداد مبكر لـ«مرحلة ما بعد الموت»!

دعاية مجانية لا تُكلف جنيهًا واحدًا، وسيلٌ من الإعلانات غير المراقَبة أو المنضبطة، زادت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، خصوصًا مع انتشار الموجة الثانية للجائحة، وكأن «الاستثمار فى المقابر» أصبح حلم الكثيرين من الباحثين عن الثراء السريع والربح المضمون.

لعل المتابع لتلك الإعلانات «المستفزة»، يلحظ حالة من الاستخفاف بجلال الموت وهيبته، خصوصًا التى تتحدث بإلحاح عن «فرصة العمر»، أو «أقل سعر وأطول فترة سداد».. وغيرها من «المزايا» الفريدة لـ«ساكنى القبور» وذويهم!

المثير أن تلك الإعلانات تتحدث عن «أمن وحراسة على مدار 24 ساعة»، أو «تشطيبات فاخرة، واجهات رخامية تتحمل عوامل الجو والرطوبة، ملكية مسجلة، سور خارجي، شوارع إنترلوك»، أو «أنظمة مختلفة تناسب احتياجات الجميع».. وبالطبع تذكير «الزبائن» بأفضل خدمة لمرحلة ما بعد التسليم، لأنهم «فى أيدٍ أمينة»، ويعملون «من أجل راحتكم الأبدية»!

أخيرًا.. لاحظنا وجود شركات متخصصة «تتعامل باحترافية»، لخدمات مراسم الجنازة، وتُعنى بتقديم كافة «الخدمات اللوجستية»، خلال الفترة العصيبة التى يمر بها أى شخص عندما يفقد عزيزًا لديه، تتضمن خدمة متكاملة تغطى جميع مراحل تكريم المتوفى، وخدمات «الدعم ما بعد الوفاة»!!

فصل الخطاب:

يقول أبوالطيب المتنبي: «بِذَا قَضَتِ الأَيامُ ما بَينَ أَهْلِها.. مَصَائِبُ قَوْمٍ عِندَ قَوْمٍ فَوائِدُ».

[email protected]