رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

يبدو أن بدايات العام الجديد، التى كنا نرجوها مختلفة عن سابقتها، ليست سوى استمرار ممنهج لسلسلة «مَوْجات الكُرْه»، وتوظيف ظاهرة «الإسلاموفوبيا» المتنامية.. «قَهْرًا» للمسلمين وحدهم على امتداد العالم.

للأسف، تستمر منذ السنة الفائتة، «توابع زلزال» الحملات المسعورة ضد المسلمين والإسلام، خصوصًا ما يتعلق بمأساة مسلمى الأويجور فى الصين، الذين يتعرضون منذ عقود، لأبشع جريمة حقد وقمع وتطهير عِرقى فى التاريخ الحديث!

أيضًا لا تزال المذابح الأليمة للروهينجيا فى ميانمار، تُدمى القلوب، من خلال مشاهد عبثية صارخة للانحطاط الإنسانى، تزامنًا مع تبعات التصريحات العنصرية المتطرفة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، حول «الإرهاب الإسلاموي»!

أما فى الهند «بلد العجائب»، فقد مرَّرَت الحكومة قانون الجنسية المعدَّل عبر البرلمان، لترسيخ «التمييز الديني» الذى يستهدف المسلمين وحدهم، فى خطوة عنصرية تعكس حقد النظام ورغبته فى الظهور بمظهر حامى الهندوس!

وقبل أيام، أقرَّت ولاية آسام الهندية، التى يُديرها الحزب الهندوسى القومى، برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودى، قانونًا يلغى جميع المدارس الإسلامية، بحجة أنها «توفر تعليمًا دون المستوى»، وأنهم «يحتاجون مزيدًا من التخصصات للأقلية المسلمة، بدلًا من أئمة المساجد»!

أما فى سريلانكا التي يتجاوز عدد المسلمين 10% من سكانها، فهم يتعرضون منذ عقود لأبشع أنواع التمييز العِرقى، الذى أسهم بوضوح فى انتشار مشاعر الكراهية والانتقام، وتأجيج العنصرية البغيضة، وقتْل قيم المواطنة والمحبة، وتقويض الحرية والسلم الاجتماعى.

لكن فى آخر أيام 2020، لاحظنا إصرارًا غريبًا من الحكومة والسلطات الصحية السيريلانكية على إحراق جثث المسلمين، بسبب فيروس كورونا، دون أى احترام لحرية المعتقد التى تضمنها الدستور.. رغم أن «الدَّفْن» وفقًا للتعاليم الإسلامية، يلبى الشروط والمعايير العلمية والطبية التى حدَّدتها منظمة الصحة العالمية!

منذ وفاة أول مسلم سريلانكى متأثرًا بالوباء فى مارس 2020، تعمد بعض المسئولين، والمنصات الإعلامية، تحميل المجتمع الإسلامى تفشِّى الجائحة فى البلاد، أعقب ذلك إحراق جثث المسلمين، دون مراعاة لانتهاك حرمة الموتى وبشاعة المشاهد المؤلمة.. أو خصوصية المعتقَد!

لكن مشهدًا واحدًا فجَّر معاناة مسلمى سيريلانكا المضطَهَدين، وهو الحرْق القَسْرى لجثة الرضيع «شيخ محمد فهيم»، الذى لا يتجاوز عمره 20 يومًا، وإجبار والديه على توقيع وثيقة تُفيد بموافقتهما على حرْق جثة طفلهما «وفقًا للقانون»!

حادث همجى، أعاد إلى الخيال ذاكرة الجاهلية الأولى، تجلَّت فيه أبشع صور التمييز والعنصرية والانحطاط الإنسانى غير المسبوق.. ولأن المسلمين منذ عقود طويلة فى أضعف حالاتهم على اعتبار «أنهم المصدر الرئيس للعنف والإرهاب»، فإن أى تنكيل بهم، يُقابَل بنفاقٍ دولى أو حيادٍ غبي!

للأسف، لم تلقَ معاناة المسلمين فى شتى أصقاع الأرض، وقضاياهم العادلة والمُحِقَّة منذ عقود طويلة، أى تعاطف يُذكر، سواء أكان من المنظمات الدولية أو الإقليمية.. فقط تواطؤ مفضوح من «الكبار»، يقابله صمت العاجزين المغلوب على أمرهم!

أخيرًا.. رغم أن المسلمين حول العالم يتحملون جزءًا لا بأس به من معاناتهم، لكنهم المعنيون وحدهم بكل عنصرية وتمييز واضطهاد، ولذلك فهم مُخَيَّرون دائمًا بين التخلف والجهل، أو الفقر والمرض.. أو القتل والحَرْق!

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «الناس صِنفان.. إما أخ لك فى الدين، أو نظير لك فى الخلق».

[email protected]