قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل صراحة ووضوح، إنه يجب فى ظل الحرب الدائرة على الإرهاب، ألا يتم الاكتفاء بالتعامل أمنياً مع جماعات التطرف، بل لا بد من مشاركة الفكر والرأى والثقافة فى هذه الحرب المقدسة، وبهذا الشكل تكتمل عملية المواجهة ضد الإرهابيين حتى يتم اقتلاع جذورهم والقضاء عليهم إلى غير رجعة. أصحاب تيارات العنف يحتاجون إلى جوار التعامل الأمنى، مشاركة أهل الفكر والثقافة فى التصدى لهم، من خلال نشر الآراء التى تدحض مزاعمهم وأفكارهم الشيطانية.
فى ظل المخاطر الشديدة التى تواجه مؤسسات الدولة، لا بد من مشاركة الجميع من أبناء هذا الشعب العظيم فى هذه الحرب المقدسة، لتفويت الفرصة على كل المتناحرين والمتربصين الذين لا هم لهم سوى إشاعة الفوضى والاضطراب بالبلاد.
وليعلم الجميع أن هناك حالة تربص من الإرهابيين وأصحاب المرجعيات الدينية، لا يعنيهم المشروع الوطنى الجديد للدولة المصرية، ويسعون بكل قوة إلى النيل من مؤسسات الدولة وإحباط المشروع الجديد للبلاد.
ولا يوجد أى وقت لرفاهية سياسية ولا أمل لمواجهة هذه الأخطار التى تحاك إلا بتجميع القوى.
ما يهدف إليه أعداء مصر من إرهابيين وتيارات العنف السياسى هو ضرب المفاصل الاقتصادية، فاليوم لا توجد حروب عسكرية تُسقط دولة، فالدولة تسقط إذا تكسرت مفاصلها الاقتصادية وإفشالها وإثارة العنف، نتيجة الظلم الاجتماعى الذى يسود إثر تراجع المؤشرات الاقتصادية، وثبات مؤشراتها الاقتصادية معجزة، وكل من أراد بمصر سوءاً لم يكن يتوقع أن تصمد هذا الصمود.. ولذلك يجب خلال هذه المرحلة أن يتخلى الجميع عن التناحر والخلاف السياسى.
ماذا يفيد هذا التناحر فى ظل متربصين؟!.. الفائز من أى خلاف سياسى بين التيارات المدنية هو هؤلاء المتربصون الذين يريدون إفشال الدولة وتحويلها إلى عاجزة.. هل ستكون هناك دولة بالمعنى المفهوم للدولة، هذا هو الخطر الفادح والشديد الذى يستوجب على جميع التيارات المدنية أن تتجاوز كل خلافاتها السياسية من أجل مصلحة البلاد وإعلاء مصلحة الوطن فوق أية مصالح حزبية ضيقة.
إفشال الدولة هو مراد المتآمرين والمتربصين ويجب على التيارات المدنية أن تتصدى لهذا المخطط الجهنمى، وأول مواجهة لهذه المؤامرة هى التخلى عن الأنانية السياسية وإعلاء مصلحة مصر فوق أية مصالح ضيقة.