عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

لا شك أن عالم «السوشيال ميديا» المخيف، أصبح له تأثير واضح ومباشر على الوعى الجمعى، لينعكس سلبًا أو إيجابًا، على تشكيل الرأى العام، بمختلف ميوله وثقافاته وانتماءاته.

مؤخرًا، تفاعلت منصَّات التواصل الاجتماعى، مع قضيتين لبنانيتين مختلفتين، الأولى تتعلق بحكم السجن غيابيًا 22 عامًا، على المغنى «الهارب» فضل شاكر «لعلاقته بالإرهاب»، والثانية للطفل «الشجاع» حسين شرتونى «9 سنوات».

لكن الإثارة برأينا تكمن فى «جسارة» الفتى الصغير، الذى تعرض لإطلاق نار من جنود «الاحتلال الإسرائيلي»، عندما حاول «عبثًا» اللحاق بدجاجته «الهاربة»، بعد تجاوزها السياج «الحدودي»، بين بلدة ميس الجبل والأراضى الفلسطينية المحتلة.

هذه القصة الصغيرة رغم بساطتها وبراءة الطفل الساعى لاستعادة دجاجة، إلا أنها أثارت مشاعر وطنية عارمة لدى شريحة كبيرة من العرب، حيث تحمل فى تفاصيلها شعورًا بالكرامة والتحدِّى وعدم الخوف أو الاستسلام.

هذا الشبل الجنوبى الذى لم يرتعب من الدبابات أو الجنود المدججين بالسلاح، حيث قدَّم دون أن يدرى درسًا بليغًا فى الكرامة والوطنية، ليؤكد ببساطة أن الذى لا يتنازل عن دجاجة لا يمكن أن يفكر فى التفريط بالوطن.

لعل ما يلفت الانتباه أن تلك الحادثة الصغيرة، ستجعل «الاحتلال الاسرائيلي» يُمعن النظر جيدًا فيما حدث، علَّه يُدرك أنه بسبب دجاجة وقف طفل عربى هذا الموقف.. فكيف يمكن إقناعه أن يسكت أو يُفَرِّط فى أرضٍ أو مقدسات؟!

نعتقد أن الأطفال دائمًا يصنعون البطولات فى كل زمان؛ لأنهم أيقونة المقاومة وشرارة الثورة وعنوان الانتصار، وهم روح النضال المتأجج الذى لا يخفت بريقه تحت وطأة حاكم مستبد أو احتلال غاشم.

أطفالنا العرب «القابعون تحت الاحتلال» هم كغيرهم من الأطفال، يحلمون بغدٍ أفضل، ومستقبلٍ مشرقٍ، لكن هؤلاء «الصغار» باتوا أكثر شجاعة من «الكبار» المتخاذلين الخانعين المرتعبين.. لأنهم لا يعرفون لغة المصالح أو لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، كما لا ينتابهم أى خوف من قوة باطشة!

نعتقد أنه لا يخلو زمان، من مشهد قد يُغير الأحداث ويُعيد رسم خارطة «النخوة العربية» التى كانت «سابقًا» مضرب الأمثال.. وما جسَّده طفل فى عمر الزهور، يؤكد أنه لا مكان للجُبن أو الخنوع، فى زمن كثر فيه العبيد!

للأسف، مازلنا نعيش «أوهام السلام» التى نسجتها حكومات «إسرائيلية» متعاقبة، منذ قيام «الدولة العبرية» وحتى اليوم.. ورغم التنازلات المتتالية، إلا أنها لم تتعامل بجدية مع فكرة السلام الحقيقى والتعايش المشترك!

إن التوسع «المبرمج» فى أشكال ومساحة التطبيع مع «إسرائيل» حتى لو تم وضعه فى إطار «تشجيع وإحياء» عملية السلام «التى شبعت موتًا» ليس سوى «تحايل» غير مبرر على الضوابط الأخلاقية للموقف من «الكيان الصيوني»، الذى كان ولا يزال وفقًا للعُرف السياسى دولة عنصرية!

أخيرًا.. حتى لا يتم اتهام النظريات العلمية والأكاديمية بـ«معاداة السامية»، يصح فى ميزان التاريخ أن يبقى العرب «الرسميون» على «سلامهم البارد أو الدافئ» مع «إسرائيل الصهيونية العنصرية»، وأن تحافظ «الشعوب» على تماسكها القِيَمى والأخلاقى المقاوم لأى تطبيع.. وذلك أضعف الإيمان!

فصل الخطاب:

قد تضعف الذاكرة أحيانًا، أو تتآكل وتُصاب بـ«آفة» النسيان، لكنها بالتأكيد لا تُمحى للأبد!

[email protected]