رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

بلغ عداء الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، إلى حد أن اردوغان تمنى قبل أيام لو تتخلص فرنسا من ماكرون!

وبالقياس.. فإن الغالبية من العواصم العربية لا تتمنى شيئًا منذ فترة، كما تتمنى لو أن تركيا قد تخلصت من أردوغان!

وهذه الفترة بدأت على وجه التحديد يوم سقط الإخوان من الحكم فى القاهرة، فمن بعدها راح الرئيس التركى يتبنى مشروعهم السياسى الهدام، ليس حبًا فيه، ولا إيمانًا به، ولا عن قناعة بمضمونه، ولكن عن رغبة فى توظيفه لتحقيق أحلام عثمانية تراوده فى زمن ليس هو زمانها!

وربما نذكر وقتًا كان فيه اردوغان نفسه محل اعجاب كثيرين فى منطقتنا، لأنه كان قد حقق طفرات اقتصادية فى بلده بعد مجيئه إلى الحكم عام ٢٠٠٢، وكان قد أدخل بلاده إلى مجموعة العشرين التى تضم الاقتصادات العشرين الأكبر فى العالم!

ولكن ذلك كان زمنًا مضى وانقضى.. فسرعان ما راحت الليرة التركية تتهاوى أمام الدولار يومًا بعد يوم، ومعدلات التضخم تزيد وترتفع، والثقة فى الاقتصاد التركى تقل وتتراجع، وشكاوى المواطنين الأتراك تعلو على كل ما سواها من أصوات!

لقد بدا الأمر وكأن مؤشر الهبوط فى مسيرة أردوغان، لم يتوقف عند حدود الخارج فى محيطه الإقليمى وبالذات المحيط العربى، ولكنه تجاوز ذلك إلى داخل البلاد نفسها، وبدأنا نسمع أصواتًا داخلية قوية تنبه الرجل إلى تجاوزاته وتتوعده بأن يوم الحساب على ما يرتكبه قادم!.. وربما يكون أحمد داوود أوغلو هو أبرز هذه الأصوات.. فلا يكاد يوم يمر إلا ويتوجه فيه أوغلو إلى اردوغان بما يؤلمه ويوجعه!

إن أوغلو كان ذات يوم من أقرب المسئولين فى أنقرة إلى اردوغان، وكان هو عقله المفكر، وفى مرحلة لاحقة كان وزيرًا لخارجيته، وكان رئيسًا لوزرائه.. وكان.. وكان.. فإذا كان هذا هو حال واحد من الأصدقاء والحلفاء مع رئيس تركيا، فماذا عن حال الخصوم والأعداء!

سوف تعود تركيا إلى طبيعتها يوم تتخلص من اردوغان، وسوف يعود الشيء فيها إلى أصله، وسوف تكون من بعده هى تركيا الطبيعية التى عشنا نعرفها قبل مجيء الرجل!