رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

المشهد الضبابى فى منطقة الشرق الأوسط، تجاوز كل الخطوط الحُمر، بعد اغتيال العالم النووى الإيرانى محسن فخرى زادة، الذى تشير كافة المعطيات وأصابع الاتهام إلى ضلوع «إسرائيل» فى العملية.

الجريمة «الإسرائيلية» الأخيرة، هى حلقة جديدة فى مسلسل جرائم اغتيال العقول التى ترتكبها على مدار «تاريخها الدموي»، حيث تسير وفق خطة ممنهجة لحرمان أمتنا من علماء يقودون تقدمها ونهضتها العلمية، لتبقى وحدها متفوقة على الجميع.

منذ عقود تحيك «دولة الاحتلال» المؤامرات والمكائد وجرائم الاغتيالات، بدعم أمريكى، وتعاون أوروبى، لإبقاء بلداننا العربية والإسلامية، فى حالة من الضعف والهوان والتخلف العلمى والتكنولوجى.. والتاريخ الحديث خير شاهد على ذلك.

قائمة جرائم «الموساد» بحق العلماء العرب والمسلمين لم تتوقف بعد، بدءًا باغتيال حسن كامل الصباح «أديسون العرب» عام 1935، ومصطفى مشرفة «أينشتاين العرب» 1950، وسميرة موسى 1952، مرورًا باختطاف عالم الذرة المصرى نبيل القلينى فى تشيكوسلوفاكيا منذ 45 عامًا، وليس انتهاءً باغتيال يحيى المشد فى باريس 1980، وسعيد بدير 1989، وحسن رمال 1991، ثم فادى البطش 2018.

مَن منَّا لا يتذكر جرائم الاغتيال التى طالت عشرات العلماء العراقيين قبل وأثناء الغزو الأمريكى للعراق، عندما طلب الرئيس جورج بوش من الحكومة العراقية تسليمه قائمة تضم خمسة وأربعين عالمًا، وعندما رفضت، قام بملاحقتهم بعد الاحتلال وتصفيتهم جميعًا!

أما «إسرائيل» صاحبة «السوابق» المتكررة والحق الحصرى فى الاغتيالات، فلم تدخر جهدًا فى جرائمها الإرهابية، باعتداءاتها الجوية على مراكز البحوث العلمية والتكنولوجية السورية، لتدميرها وتصفية كوادرها وخبرائها.

لكن «إسرائيل» بجريمتها الأخيرة، تحاول استدراج إيران إلى «فخ» الرد السريع والانفعالى غير المدروس، ليتحول إلى شرارة تُشعل حربًا مدمرة، حتى تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة أرضًا محروقة، وبالتالى إجبار «جو بايدن» على استبعاد خيار العودة إلى استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووى مع طهران.

ورغم هرولة الأنظمة العربية للِّحاق بقطار التطبيع المجانى، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لكى يستعيد «بنيامين نتنياهو» المأزوم داخليًا والمُلاحق بقضايا فساد بريقه السياسى ورصيده الشعبى، فكانت عملية اغتيال «أبوالقنبلة النووية الإيرانية» محاولة للاستفادة من دعم «دونالد ترامب» فى ساعاته الأخيرة بالبيت الأبيض.

نعتقد أن ما تقوم به «إسرائيل» ومن خلفها أمريكا، هو عبث متعمد، لزعزعة استقرار المنطقة، لكن «نتنياهو» غير مدرك لمخاطر اللعب بالنار.. ورغم دروس وتجارب الماضى، التى كان فيها «الكيان الصهيوني» البادئ دائمًا بإشعال فتيل الحروب، لكنه أبدًا لم يكن قادرًا على التحكم بنهاياتها.

وأمام كل الخيارات والسيناريوهات المطروحة فى أعقاب اغتيال «زادة»، تبقى إيران فى وضع معقد، بين خيار المواجهة والمخاطرة، سواء أكان باستفزاز أمريكا وحلفائها بالمنطقة، أو شن عمليات بالوكالة، لدرجة الاحتكاك مع «إسرائيل».. أو أن تستفيد من هذه «الهدية الصهيونية»، لتحسين شروط التفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

أخيرًا.. إن نشوب حرب كبيرة ومدمرة فى المنطقة، لن يتحقق إلا فى حال وجود خطر حقيقى يستهدف وجود «إسرائيل» كدولة وكيان، ولذلك نتوقع استمرار حالة «لا حرب.. لا سلم» لفترة، دون الوصول إلى المواجهات المباشرة أو حتى بالوكالة، انتظارًا لاستكشاف أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة، ونوايا الدولة العميقة فى الولايات المتحدة.

فصل الخطاب:

الرهان على ذاكرة مهترئة أو مثقوبة، يعنى تكرار اللدغ والسطو والغزو من كل الجهات!

[email protected]