عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

منذ ظهور جائحة كورنا قبل عام واحد فقط، تخوض مراكز البحث العلمى وشركات الأدوية العملاقة، سباقًا محمومًا للقضاء على الوباء، وبعث الأمل والتفاؤل، بعد أن خلَّف وراءه 60 مليون مصاب، ووفاة أكثر من 1.4 مليون شخص حول العالم.

هذا الجُسيم الصغير جدًا، عبارة عن «كود» أو «رمز» يدمر خلايا الجسم الأخرى، حيث يبلغ الحجم الإجمالي للفيروس المجهرى، حوالي 8 مل، أي أكثر بقليل من حجم ملعقة شاي صغيرة.. «وفقًا لنظرية عالم الرياضيات الأسترالي مات باركر»!

ورغم الآثار الكارثية التي خلَّفها تفشي الوباء، وتداعياته على كافة مناحي الحياة، إلا أنه كان سببًا في زيادة مكاسب بعض القطاعات الاقتصادية، خصوصًا التجارة الإلكترونية والرعاية الصحية، وزيادة الثراء الفاحش للأغنياء، خصوصًا في الصين، الذين حققوا أرباحًا تجاوزت تريليوني دولار في عدة أشهر فقط!

الآن، وبعد طول انتظار وترقب، يتم تطوير لقاحين، أحدهما لشركة «موديرنا» الأمريكية، التي أعلنت فاعلية لقاحها الجديد بنسبة تجاوزت 95%، للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مما يعزز الثقة بأنه قد يسهم في وضع حدٍ للوباء.

أما اللقاح الثاني الذى تطوره شركة «فايزر» الأمريكية، بالتعاون مع «بيونتيك» الألمانية، فقد اقترب من الاعتماد الرسمي، ليفتح باب الأمل على مصراعيه، إيذانًا بنهاية قريبة لكابوس أرَّق العالم لشهور قاتمة، الأمر الذي جعل روسيا تعلن أن لقاحها الجديد «سبوتنيك V» سيكون أقل بكثير من سعر اللقاحين الأمريكيين.

لكن المؤسف أن ما يشغل العالم بأسره حاليًا، هو جرعات اللقاح الأمريكي المرتقب، التي باتت محجوزة للأثرياء فقط، بعد أن تهافتت الدول الغنية على شرائه مبكرًا، حتى قبل اعتماده رسميًا، وهو ما يضع البلدان الفقيرة خارج الحسابات، والحرمان من الحصول عليه!

الملفت أنه بعد أيام قليلة من النتائج الإيجابية المبكرة لتجربة لقاح «فيروس كورونا»، التي أعلنتها «فايزر»، أظهرت المشتريات الجماعية، أنه تم بالفعل حجز أكثر من نصف الجرعات، أي حوالى 1.5 مليار جرعة للقاح من قبل الدول الغنية التي تمثل 15% من سكان العالم.. ولا عزاء للفقراء الذين يمثلون 85%!

وبما أن اللقاح لن يكون متوفرًا قبل بضعة أشهر، يبقى السؤال المطروح والمتعلق بماهية الطبقة «المحظوظة» التي سيُتاح لها اللقاح، ليكشف «موقع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا» أنه سيكون في البداية من نصيب 20 مليون شخص فقط!

لكن هناك تقارير مقلقة كشفت عن عقبات كبيرة قبل الموافقة على لقاح «فايزر»، الذي يدخل مرحلة توزيع معقدة، قد ترفع ثمنه ليكون حصرًا لأثرياء العالم، حيث يحتاج إلى بناء شبكات إنتاج وتخزين عملاقة، لتأمين وصوله بطريقة آمنة إلى نقاط الاستهلاك النهائية، وبالطبع ستكون متوفرة لدى الدول الغنية التي تملك إمكانيات هائلة لإنشاء مثل تلك الشبكات.

لكن، تبقى توقعات «بيل جيتس» محل نظر واعتبار، حيث أشار إلى أن الوباء سوف ينتهي أولًا لدى الدول الغنية، أما الشعوب الفقيرة فستظل تعاني لمدة أطول، متوقعًا بدء انحسار «الفيروس» عند الأثرياء فقط خلال النصف الأول من 2021.

أخيرًا.. نعتقد أنه يجب على الدول الكبرى تحمل مسئولياتها الأخلاقية، في الابتعاد عن «شعبوية اللقاح»، واعتماد سياسة عادلة في توزيعه، لتشمل الفقراء واللاجئين، الذين لهم الحق الإنساني في الحصول عليه، وفقًا لقاعدة «تقاسم الأوبئة.. أو الحياة»!

فصل الخطاب:

لقاح «كورونا» الجديد.. التجارب على الفقراء، والعلاج للأغنياء فقط!

[email protected]