رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

افتتاح قنصلية اماراتية يوم ٤ نوفمبر فى مدينة العيون، كبرى مدن إقليم الصحراء المغربية، هو خطوة شجاعة بكل مقياس، لا لشيء، إلا لأن العيون إذا كانت تضم ثمانى قنصليات سابقة على قنصلية الامارات، فكلها قنصليات لدول أفريقية غير عربية.. وإذا كانت مدينة الداخلة التى تقف وراء العيون من حيث الحجم فى الإقليم، تضم هى الأخرى سبع قنصليات على أرضها، فهذه أيضًا قنصليات لدول أفريقية غير عربية، لتبقى القنصلية الإمارتية هى الأولى من نوعها عربيًا!

وهذا على وجه التحديد هو ما يجعل منها بالنسبة للمغرب معنى فى فضاء العلاقة بين البلدين، أكثر منها مبنى فى مكانها، ويجعل منها خطوة من الضرورى أن تتلوها خطوات عربية مماثلة، لأن العروبة بين عواصم العرب أفعال لا مجرد كلام، ولأن التأكيد على مغربية الصحراء، وبالتالى مغربية العيون والداخلة معًا، أمر فى حاجة إلى صوت عربى يسمعه العالم فى كل الأرجاء!

وقد ألقى الملك محمد السادس خطابًا بعد افتتاح القنصلية بثلاثة أيام، وكان الخطاب فى الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء التى قادها الحسن الثانى إلى الصحراء.. وفى خطاب العاهل المغربى أتوقف عند الفقرة التى تقول: المسيرة الخضراء ليست مجرد حدث وطنى بارز، فى مسار استكمال وحدتنا الترابية، ولكنها مسيرة متجددة ومتواصلة بالعمل على ترسيخ مغربية الصحراء على الصعيد الدولى، وجعلها قاطرة للتنمية على المستويين الإقليمى والقاري!

أتوقف أمامها لأن المسيرة لم تكن فى وقتها مجرد حشود مغربية خرجت تفاجئ الإسبان فى الصحراء وقتها وغير الإسبان خارجها، ولكنها كانت فكرة بديعة من بنات أفكار الحسن أسست لما بعدها، ثم كانت تقول إن المواطنين الذين تطوعوا للخروج بمئات الآلاف نحو الصحراء، كانوا يخرجون ولسان حالهم يقول إن حشودًا بهذا التدفق لا تستجيب لنداء ملكها بهذا العدد، إلا على سبيل الإشارة إلى أن هذه أرض مغربية، وإلا على سبيل القول بأن الصحراء تراب وطنى لا تقبل المغرب فى مغربيته أى فصال!

وما يظل محسوبًا للمغرب فى مسيرته الخضراء، وكذلك فى مبادرته للحكم الذاتى فى الإقليم، أنه يتعامل مع القضية بمرونة سياسية ظاهرة، ويتطلع إليها بعقلية سياسية منفتحة، ولكنها مرونة لا تقفز فوق الثوابت الوطنية، وانفتاح لا يقبل التفريط فى تراب البلد!

ومع ذلك.. فلا يزال هناك مَنْ يتصور أن فى مقدوره أن يستخدم الصحراء، وكأنها حصان طروادة اليونانى فى طريق التسلل إلى تراب المغرب، غير أن الثابت فيما مضى أن مثل هذه الرهانات لم تكن تؤدى إلى شيء، وأن كل الطرق إنما تؤدى إلى المبادرة المغربية التى كانت الرباط قد أطلقتها، باعتبارها نقطة البداية التى لا بداية غيرها، وبوصفها الحل الذى لا حل سواه!

ولم تكن العملية العسكرية التى أطلقتها الحكومة المغربية فى الصحراء هذا الأسبوع، سوى إعادة للشيء إلى طبيعته الأولى!