رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هَذَا رَأْيِى

 

 

 

 

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بأن «الإسلام دين يعيش أزمة فى جميع أنحاء العالم»، موجة من ردود أفعال غاضبة ومنددة بسبب انتقاد الدين الإسلامي. وقد جاءت تصريحات ماكرون على خلفية مقتل مدرس فرنسى ذبحا على يد أحد المتطرفين بعد عرضه صوراً مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم على تلاميذه. الغريب أن رئيس فرنسا وفى كلمته أثناء حفل تأبين هذا المدرس صامويل أكد أن فرنسا لن تتخلى عن مبدأ الحرية فى نشر الرسوم الكاريكاتيرية.

خطاب ماكرون ودفاعه عن الرسوم المسيئة للنبى محمد بمثابة خطاب استفزازى وكمن صب الزيت على النار المشتعلة. وقد كان إعادة نشر صحيفة شارى إيبدو الفرنسية الصور المسيئة للنبى محمد سبباً فى الهجوم على مقر الصحيفة فى يناير ٢٠١٥ مما أدى إلى مقتل عدد من المحررين، ورسامى الكاريكاتير، كان من بينهم رسام الكاريكتر كابو الذى رسم هذه الصور المسيئة للنبى محمد استفزازاً جديداً لمشاعر المسلمين.

رسم عمامة النبى محمد على شكل قنبلة يتدلى منها فتيل الاشتعال وكأنه إرهابى عمل شائن وسخرية لن يقبلها أى مسلم. ودفاع الرئيس ماكرون عن هذه الرسوم باعتبارها حرية رأى ليس فى محله وإنما اعتراف رسمى بإجازة مثل هذا التطاول والنيل من رسول الإنسانية ومعلم البشرية ومن أرسله الله رحمة للعالمين. والصحيفة والتى تصدر أسبوعية كانت على وشك الإغلاق بعد تدنى توزيعها وعدم قدرتها على الاستمرار فى الإصدار دلالة على أنها صحيفة فاشلة ومفلسة. ورغبة فى تحريك مياهها الراقدة تفتق ذهن القائمين عليها عن نشر هذه الصور، والتى سبق أن نشرتها صحيفة دانماركية فى عام ٢٠٠٥.

المقال الذى نشره رئيس تحرير شارلى إيبدو، لوران سوريسو والذى صاحب الرسوم التى أعيد نشرها أول سبتمبر الماضى بعنوان  «لن ننحنى أبداً. لن نستسلم»، بمثابة الرغبة والتحدى واستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم. إن الإساءةُ للنبى الأعظم ليست حريةَ رأيٍ، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير ذلك بدعوى حماية حرية التعبير هو فهمُ قاصرُ، للفرق بين الحق الإنسانى فى الحرية والجريمة فى حق الإنسانية، باسم حماية الحريات» وهذا ما قاله فضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب.

وإذا كان الإسلام فى أزمة كما يدعى ماكرون فمن الذى أوصله إليها؟.. ألم يكن عزل الجاليات المسلمة فى مناطق متطرفة وهامشية ومعزولة ومدن تعانى البطالة والإهمال سبباً فى تنامى ظاهرة التعصب والتطرف. ألم يكن منع الاختلاط فى المدارس بين أبناء هذه الجاليات المسلمة وأبناء الفرنسيين ومنع التجاور السكنى بينهما سبب فيما تعانى منه فرنسا اليوم دون العديد من البلاد الأوروبية.

ماكرون فى أزمة بعد تدنى شعبيته ويريد تحقيق مكاسب داخلية ومهاجمة الإسلام كملجأ للهروب من الأزمات الداخلية.

«الدين الإسلامى لا يمر بأى أزمات». كانت ذلك تغريدة لأمين عام الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، على محيى الدين القرة داغى رداً على تصريحات ماكرون.

ووجه القرة داغى حديثه لماكرون قائلاً «السيد الرئيس لا تقلق على ديننا فهو لم يعتمد فى يوم من الأيام على دعم سلطة ولا رفع سيف فى وجه من عارضه ليفرض رايته».

لقد فشل ماكرون فى تدبير أزمة ما بعد كورونا، وكذلك فى سياساته الجديدة فى المجال الاجتماعى»، لذلك يبحث عن «عدو وهمي»، هو الإسلام، خاصة مع محاولات ماكرون جذب متعاطفين من اليمين المتطرف الذين يمثلون كتلة انتخابية مهمة.

وقد عدل ماكرون مؤخراً من تصريحاته بعد حملات المقاطعة الشعبية للمنتجات الفرنسية وهذا شىء جيد ولكن الجميع بحاجة إلى الاعتذار على الأقل من ماكرون وإعادة التفكير فيما هو مخطط له ضد الجاليات المسلمة فى فرنسا لنزع فتيل الأزمة بين جميع الأطراف والتوقف عن الإساءة للإسلام ولنبى الإسلام والمسلمين.

 

 

[email protected]