كلمة عدل
تمتلك مصر رصيداً كبيراً وثميناً من المهن والحرف التراثية، تُعبر عن عراقة الحضارة المصرية الممتدة فى جذور التاريخ، وتحكى للعالم كيف تعانقت الحضارات والديانات على أرض هذا الوطن. عانت الحرف التراثية رغم أهميتها التاريخية والاقتصادية من الإهمال، وحارب أصحابها لسنوات طويلة من أجل البقاء، حتى أن بعض هذه المهن أصبح مهدداً بالاندثار، ما دفع القيادة السياسية للبحث عن حلول عاجلة لحمايتها، ودعم ذويها، ومساندتهم، وفتح آفاق ونوافذ جديدة لتسويق منتجاتهم التى تتمتع جميعها بالذوق الرفيع. «تراثنا».. يُعد هذا المعرض الذى وجه الرئيس بإقامته لعرض منتجات الحرف اليدوية، على مساحة 10 آلاف متر، ويحمل اسماً يعبر عن التراث المصرى الأصيل، والحرف النادرة، والهوية المصرية، بمثابة طوق النجاة لآلاف المبدعين من أبناء هذا الشعب، الذين اجتمعوا من كافة أنحاء الجمهورية لعرض قطعهم الفنية الراقية المصنوعة من «الخزف، والفخار والأحجار، والأخشاب، .. وغيرها» بأسعار تنافسية. وضم «تراثنا»، فى نسخته الأخيرة نحو 620 عارضًا، ووصل عدد زائريه 10 آلاف زائر يومياً، ومن المقرر أن يتم إطلاق 4 دورات منه سنوياً، ويقوم بتنظيم المعرض جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ويقدم كذلك الجهاز كافة الخدمات المالية المتمثلة فى تقديم قروض لأصحاب المشروعات، وتوفير الدعم اللازم لهم، والمساعدة فى تسويق منتجاتهم، من خلال فروعه المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية والبالغ عددها 33 فرعاً، كما وجه الرئيس أيضاً بإمكانية تشكيل مجموعة من الشباب كذلك تكون مهمتهم الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات، بحيث يكونون حلقة وصل بين الدولة والمصنعين، بهدف إقامة العديد من المعارض الأخرى لتسويق تلك المنتجات والترويج لها، لكى تخرج تلك الصناعات للعالمية. الحفاظ على الحرف التراثية التى توارثتها الأجيال بمختلف أشكالها وأنواعها، يعنى الحفاظ على ثقافة هذه الأمة صاحبة التاريخ العريق الحافل بالإبداع، وتنميتها تحقق استفادة قصوى من الخامات المحلية، خاصة المتوفرة فى المناطق الريفية والحدودية، وتخلق مزيدا من فرص العمل، ما يمثل قيمة مضافة للاقتصاد القومي.
رئيس حزب الوفد