عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بين فترة وأخرى، نعيش حملة مسعورة، ضد الإسلام والمسلمين، تشنها دول وزعامات وأقلام غربية تدَّعى الديمقراطية والحرية، يتبعها كالعادة، ردود أفعال شعبية مشحونة بالغضب واستنكار قوي علي المستوي الرسمي.

لم نستغرب ذلك «الغضب الإلكتروني»، الذى اجتاح العالم، أو تلك «الانتفاضة الشعبية الإسلامية» فى مدن عدة، عقب التصريحات المتكررة والمتطرفة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.

الرئيس «العنصري» يصر على تصنيف جريمة القتل الشنيعة ـ المُدانة إسلاميًا وإنسانيًا ـ بـ«الإرهاب الإسلاموي»، وتحويل المعلم «المغدور» إلى بطل شعبي، دون توجيه اللوم عن الإساءة البالغة لدين سماوى يعتنقه ما يقارب مليارى شخص حول العالم.

«ماكرون» عزَّز حملته عن الإسلاموفوبيا فى فرنسا، بتشجيعه الإمعان فى الاساءة للمسلمين دون مبرر، ودفاعه الوقح عن صحيفة شارلى إيبدو، واعتباره إساءتها لرسول الإنسانية، حرية تعبير مقدسة!

لم تكن الحادثة الأخيرة فى بشاعتها سوى ذريعة يستخدمها «ماكرون» لضرب المسلمين، لا مناهضة التطرف كما يدَّعي، وإلا فإن المسلمين فى فرنسا يتعرضون لأشد أنواع التمييز والعنصرية منذ عقود طويلة.

نتصور أن «ماكرون» كما غيره من شركائه الغربيين والأمريكيين هم مَن صنعوا ما يسمى بالتكفير والتطرف، سواء أكان فى تجييش التكفيريين وتوحيد صفوفهم، أو تمويلهم وإرسالهم إلى مناطق متفرقة، على امتداد عالمنا العربى والإسلامي.

إن ما يفعله زعماء التطرف والهمجية فى الغرب، يؤكد قناعتنا بأن خصمهم الأول والوحيد والأخير هو الإسلام.. ليس حماية للمسيحية بالطبع، أو دفاعًا عن اليهودية، وإنما لترسيخ نهج استعمارى قديم، والدفاع عن المصالح تحت شعار «محاربة الإرهاب»!

الحادث البشع لمقتل المعلم «المسىء»، أعطى قُبلة الحياة لليمين المتطرف، ليس فى فرنسا وحدها، وإنما فى جميع أنحاء الغرب، للحفاظ على «تقاليد الإسلاموفوبيا» المتجذرة، التى تندرج تحت شعارات متنوعة، وعناوين براقة، تحوى أشكالا من العنصرية ضد المسلمين والسود والأقليات المهمشة.

لقد أصبح واضحًا أن «ماكرون» وساسة فرنسا، كما فى أمريكا وغالبية دول أوروبا، يمارسون عمليات انتقائية لحرية التعبير والعلمانية، تجعلها فى مواجهة أسس الديمقراطية، لخدمة أجندات سياسية عنصرية كريهة.

المؤسف أن الرئيس الفرنسى ومعه كثير من الزعماء والمفكرين والأقلام الغربية ـ يعتبرون أن الإرهاب، والعنف باسم الدين، والتطرف والغلو، تكمن جميعها فى الإسلام نفسه، أى فى بنيته العقائدية والفقهية.

إن السيناريو الشيطانى لكراهية الإسلام، يُظهر تناقضًا كبيرًا فى الغرب، خصوصًا تلك الدولة التى ترفع راية الحرية فى أوروبا، ولذلك فإن التحريض على «الإسلاموفوبيا» النابع من قلوب فاسدة وعقول متهالكة، لن يفلح فى النَّيل من المقام الرفيع للنبى محمد، أو الدين الإسلامى الحنيف.

الموقف الرسمى الفرنسى من قضية الرسوم البذيئة يستحق كل أنواع الإدانة والشجب والاستنكار، لخلطه بين تدريس «حرية التعبير» واستفزاز المشاعر الدينية فى المدارس، وكذلك لاتباع سياسة الكيل بمكيالين إزاء التحريض على الكراهية عندما يكون موجهًا ضد الإسلام والمسلمين.

أخيرًا.. وفقًا لما يُسمى بالقيم الغربية فى الديمقراطية والحريات.. إذا كان من حق رسام الكاريكاتير التعبير عن رأيه كفرد واحد، فهل يحق له الإساءة والاستخفاف والاستفزاز والسخرية بمعتقدات مليارى مسلم.. وهل الراجح حرية رسام أحمق ساخر واحد، أم حرية ألفى مليون إنسان تستفزهم رسوماته؟!

فصل الخطاب:

حرية التعبير لم تعد منحة، لأنها من القيم الإنسانية الأساسية، لكنها بالتأكيد ليست مطلقة أو بلا ضوابط.

 

[email protected]