رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

قررت سلطنة عُمان تعيين سفير لها فى دمشق، التى أذاعت يوم الأحد ٤ أكتوبر، أن وليد المعلم وزير الخارجية السورى استقبل تركى محمود البوسعيدى، وتسلم منه أوراق اعتماده سفيرًا للسلطنة فى سوريا!

وسوف يكون هذا هو أول سفير خليجى يصل دمشق، فى مرحلة ما بعد احتجاجات ٢٠١١ التى أعطت الجمهورية العربية السورية نصيبها مما يسمى بالربيع العربى!

والمؤكد أن كل وجود عربى فى دمشق، سوف يختلف عن كل وجود تركى، أو ايرانى، أو روسى، أو أمريكى، أو حتى اسرائيلى.. فليس من المتخيل أن يكون السفير البوسعيدى قد ذهب يسعى وراء مصلحة من النوع الذى سعى إليها كل طرف من هذه الأطراف الخمسة، التى تتواجد بنسب مختلفة فوق الأراضى السورية، ولكنه ذهب فى الغالب لأن السلطان هيثم بن طارق، قد أحس بأن غياب العرب عن دمشق لا يجوز أن يطول بأكثر من هذا، لأنه يترك وراءه فراغًا يملؤه الأطراف المشار إليها.. كل طرف على طريقته!

وربما يكون القارئ الكريم قد انتبه إلى أن مسمى الجمهورية فى دمشق، هو الجمهورية العربية السورية، لا الجمهورية السورية العربية، بكل ما فى تقديم كلمة «العربية» على كلمة «السورية» فى المسمى الرسمى من معنى!

ولا يقتصر الأمر على مسمى البلد وحده، وإنما «العربية» تظل رابطة ممتدة ومشتركة بين الكثير من الأسماء والمسميات السورية.. فالتليفزيون الحكومى هو التليفزيون العربى السورى، لا التليفزيون السورى العربى.. والجيش هو الجيش العربى السورى، لا الجيش السورى العربى.. وهكذا فى كل كيان تريد سوريا أن تقدمه من داخلها للعالم خارجها!

وهذا فى حد ذاته سبب آخر مضاف يجعل الحضور العربى هناك مطلوبًا على وجه السرعة، ويجعله مدعوًا إلى تدارك ما فاته دون تأخير!

وليست «العربية» وجودًا شكليًا فى مسمى الجيش، أو التليفزيون، أو حتى فى مسمى البلد نفسه، ولكنها وجود متغلغل فى مجرى الدم، وفى ألوان الحياة، وفى صور الحركة على مستوياتها كلها، وخصوصًا على مستوى آحاد السوريين الذين يجدون فى عربيتهم حاضرًا، ومستقبلًا، ومصيرًا، ولا يجدون عنها بديلًا لدى أى طرف أجنبى يزين وجوده بينهم بما يريد!

ذهاب السفير العمانى يمكن أن يكون بداية فى الاتجاه الصحيح لها ما بعدها عربيًا، وغياب العرب عن الحضور يمنح للإيرانيين مساحة فى الحركة لم يكن لهم أن يحصلوا عليها، وما كان من الممكن لحكومة المرشد أن تحصل على موطئ قدم فى الشام، لو أن المقعد العربى فى الملف السورى قد وجد من يشغله ويملؤه.. ففى حضور العرب كان الإيرانيون والأتراك وغيرهم سيمتنعون!

لقد عشنا نردد أنه لا بد من صنعاء ولو طال السفر، ومع بعض التعديل فيما عشنا نحفظه ونردده، فإن دمشق لا بد منها ولو طال الغياب، لأنه غياب تدفع سوريا ثمنه من أرضها، واستقرارها، وأمن شعبها، قبل أن يدفعه نظامها الحاكم!

والمؤكد أن ايران سوف لا يسعدها ذهاب سفير عربى بأوراق اعتماده إلى دمشق، وسوف لا يسعدها أكثر أن تتسع هذه المبادرة العمانية وأن تصل إلى عواصم عربية أخرى، فكل خطوة عربية فى اتجاه سوريا هى خصم من خطوات قطعتها الحكومة الإيرانية إلى هناك، وكل عودة لسوريا إلى محيطها العربى هى عودة للشىء إلى أصله، وهى عودة للطائر إلى عشه على حد تعبير شاعرها نزار ذات يوم!