حكاوى
فى مصر الحديثة الديمقراطية التى ينشدها المصريون، لا مكان فيها للخونة والعملاء من أى نوع سواء كانوا إرهابيين أو متلقى أموال أو سماسرة لإحداث الفوضى والاضطراب، ويخطئ من يظن أو يتصور فى يوم من الأيام، أن المصريين من الممكن أن يتخلوا عن مشروعهم الوطنى فى بناء هذه الدولة الجديدة، والذين يتصورون أن عجلة التاريخ ستعود إلى الخلف أو الوراء واهمون ولا يدركون طبيعة المرحلة الجديدة التى تمر بها البلاد.
هذا الشعب العظيم الذى قام بثورتين عظيمتين، وسقط عدد من أبنائه ما بين شهيد وجريح، وتخضبت ميادين البلاد بدماء هؤلاء الوطنيين، يزداد عزيمة وإصرارًا على المضى نحو التقدم والبناء.. ويخطئ من يظن يومًا أن هذا الشعب من الممكن أن يتخلى أبدًا عن مشروعه الوطنى فى الحياة الكريمة، وممارسة حقه فى الديمقراطية، والحصول على حقوقه كاملة غير منقوصة.
المشروع الوطنى فى مصر الآن يتمثل فى ثلاثة محاور رئيسية، الأول هو خريطة طريق سياسية، والثانى خريطة مستقبل اقتصادية، والثالث هو حرب شعواء على الإرهاب وأهله ومنفذيه، والبلاد تسير فى الاتجاهات الثلاثة متوازية حتى يتحقق أمل المصريين فى «العيش والحياة الكريمة والعدالة الإنسانية»، ولا يمكن لأحد مهما فعل أن يقدر على تعطيل هذه المسيرة التى تشكل فى نهاية المطاف بناء الدولة الحديثة.
الخريطة الاقتصادية بدأت معالمها تتحدد وتتشكل، وتتحدد معالم الطريق الاقتصادى للبلاد الذى يحقق التنمية الشاملة التى يعقد المصريون عليها آمالهم فى مستقبل أفضل طالما انتظروه لزمن طويل.
أما الحرب على الإرهاب، فلن تهدأ سريرة المصريين أو تلين لهم قناة حتى يقتلعوا الإرهاب من جذوره ودحر منفذيه والمخططين له، ومهما فعلوا من حماقات لن تزيدهم إلا إصرارًا على مكافحته ومقاومته، وبذلك تكون المحاور الثلاثة هى المشكل لبناء الدولة الجديدة التى سيكون لها شأن آخر، لا يقل أهمية عن الدولة التى أنشأها محمد على باشا الكبير، وعملت لها المجتمعات الغربية ألف حساب.. وأعتقد أن مصر بعد ثورة «30 يونية»، قد أظهرت للعالم أجمع أن الشعب المصرى لا يمكن أن يقهره أحد مهما كان، وسيحقق المزيد من النصر، عندما يتمم بناء الدولة الحديثة التى يسير فى خطاها حاليًا.
وقد حققت مصر بحكمة القيادة السياسية، وتماسك شعب مصر العظيم الكثير من الإنجازات الضخمة التى لا تخطئها العيون، وباتت معالم النهضة الحقيقية شاهدة على نجاح مشروع مصر الوطنى العظيم، الذى ينقل البلاد إلى مرحلة أخرى لم تشهدها من ذى قبل، وتستمر مصر فى مسيرة البناء الرائعة بشكل يفوق الخيال.