عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ترسخت فى أذهاننا، على مدى عقود طويلة، فكرة شائعة يتداولها الغرب عمومًا، وهى أن حرية التعبير عن الرأى تصل إلى مرتبة القداسة.. لكنهم تجاهلوا أن الحرية ليست مطلقة، خصوصًا إذا كانت تغذى ثقافة الكراهية والعنف.

نتصور أن حرية الفكر والصحافة والإعلام التى يتشدق بها الغربيون، يجب ألا تكون انفلاتًا من كل القيم الإنسانية والحضارية.. فهناك فارق كبير بين الحق الإنسانى فى الحرية، والجريمة فى حق الإنسانية باسم حماية الحريات!

بين فترة وأخرى، نتابع سلوكيات مسيئة للمسلمين ومقدساتهم حول العالم، خصوصًا التعرض لقداسة القرآن الكريم والنبى الخاتم، فى بعض الدول الأوروبية، التى تتشدق بالحرية والتحضر، ومن نماذجها الأخيرة مراسيم حرق القرآن، أو إعادة نشر رسوم مسيئة إلى الرسول الأعظم محمد.

إن مثل تلك السلوكيات المسيئة، هى فى الواقع ليست مؤامرة خبيثة وإثارة للعداء بين الأديان فحسب، بل إنها نتيجة للجهل بالقرآن ونبى الإسلام.. وإن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا يلتزم أتباع الرسالات التوحيدية الصمت حيال تلك الأفعال الجاهلية؟!

ما يحدث يجعلنا نتساءل بكل موضوعية: ماذا لو علم غلاة المسيحية واليهودية أن القرآن الكريم ذكر أنبياءهم بأفضل صورة وبأحسن الأوصاف.. ليس لمرة واحدة أو مرتين، بل لعشرات المرات.. فهل تتغير نظرتهم إلى القرآن ورسول الإسلام؟!

ربما يجب علينا التذكير بأن القرآن الكريم ذكر اسم 26 نبيًا، لكن أكثر من تطرق إليهم نبى الله موسى عليه السلام، الذى ورد اسمه 136 مرة فى 36 سورة من القرآن وفى 420 آية، منذ ولادته وفى مختلف مراحل حياته المليئة بالتحديات.

تفاصيل حياة كليم الله موسى أوردها القرآن حين تحدث عن الوضع المؤسف لبنى إسرائيل فى زمن فرعون، ثم خروجه من مصر إلى مدين، وزواجه من إحدى بنات النبى شعيب، ولقائه بالخضر، ثم قضية تكلم النبى موسى مع الله ورؤية النور الإلهي، ونبوته، ودعوته، ومواجهته لفرعون.

القرآن الكريم تحدث أيضًا عن إنقاذ بنى إسرائيل من الظلم والاضطهاد، وحكاية إعجاز عصاه، وإيمان السحرة، وخروج بنى إسرائيل من مصر، وانفلاق وشق البحر بعصاه، ثم غرق فرعون وجنوده.. وجميع هذه الأحداث قد وردت فى مئات الآيات من القرآن الكريم.

أما روح الله عيسى، فقد ورد اسمه المبارك 25 مرة تحت عنوان عيسى، و13 مرة باسم المسيح، كما ذكر القرآن الكريم بأفضل صورة وبيان حكاية أمه القديسة السيدة مريم وولادة عيسى عليه السلام، وجميع معجزاته وأحواله فى آيات عديدة من القرآن، حتى سميت إحدى السور باسم مريم، كما أورد أحوال هذه السيدة الطاهرة وولادة النبى عيسى وتكلمه فى المهد عن طريق الإعجاز.

إن القرآن الكريم فى مجموع الآيات التى تحدثت عن النبيين موسى وعيسى علیهما السلام، ذكرهما بصورة جلية واضحة، بما يليق بهما من احترام وتبجيل، وقد وصفهما فى جميع الآيات بالتكريم والتعظيم، لأن الإيمان بهما فريضة واجبة.. وبعد كل ذلك هل يستحق القرآن ونبى الإسلام من هؤلاء المغالين المتطرفين تلك الإساءة؟!

أخيرًا.. عندما توجه هذه الإساءات المتكررة للقرآن ونبى الإسلام، فإن الأمر يتجاوز كونه وجهة نظر أو حرية رأى وتعبير، إلى انحطاط وسفالة، واضطهاد بحق البشرية والإنسانية، والسكوت أو غض الطرف عن هؤلاء المتطرفين وأفعالهم المشينة، يؤكد أن هناك من يريد بقاء الإنسان فى ظلمات الجاهلية الأولى.

[email protected]