رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

لا مبرر لاعتراض إسرائيل على صفقة الطائرات الأمريكية للإمارات، سوى أنها لا تزال متمسكة بتفوقها العسكرى على دول المنطقة، وسوى أنها تتصور أن دولة الإمارات العربية يمكن أن يأتى عليها يوم تقرر فيه شن هجوم على اسرائيل!

ولا يمكن تصور هذا طبعًا.. فالمنطق يقول إن الإمارات ترغب فى الحصول على هذه الطائرات لحماية أرضها، وأهلها، وحدودها.. ولا شيء أبعد من ذلك!

ولا معنى لتمسك إسرائيل بمثل هذا التفوق، سوى أن سعيها الذى نتابع خطواته إلى عقد معاهدات سلام مع عواصم المنطقة، ليس سعيًا جادًا يقوم على نية حقيقية من جانبها فى أن يسود السلام بينها وبين باقى الشعوب فى الشرق الأوسط!

والقصة التى تناولتها صحافة العالم طوال أسابيع مضت، أن أبوظبى كانت قد اتفقت مع واشنطون على تزويدها بطائرات متقدمة، وكانت الصفقة قد وصلت إلى ما يقرب من المرحلة الأخيرة من مراحلها، ولكن تل أبيب أبدت اعتراضها المفاجيء عليها وطلبت وقفها وتمسكت بما تطلبه!

ولولا اللهجة القوية التى ردت بها العاصمة الإماراتية على الاعتراض الإسرائيلى، ما كانت حكومة نتنياهو قد تراجعت، وما كانت قد أعلنت أنها لم تعد تعترض على إتمام الصفقة.. ولولا أن أبوظبى قد لوحت بأن استمرار هذا المسلك الإسرائيلى المرفوض، يمكن أن يضعف استعدادها لتوقيع اتفاق سلام مع الإسرائيليين، ما كانت الحكومة فى الدولة العبرية قد أخذت عدة خطوات إلى الوراء!

والغريب أنها كانت تعترض وتصمم على اعتراضها فى الوقت الذى كان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، يبدأ منها جولته الأخيرة قبل أسبوعين، وكان يعلن من داخلها فى أثناء الزيارة أن بلاده ملتزمة بتفوق إسرائيل عسكريًا على دول المنطقة!

والسؤال هو : كيف تسعى إلى سلام بينها وبين جيرانها، ثم لا تتوقف عن السعى إلى أن تتفوق عسكريًا على الجميع؟!.. وأى سلام هذا إذا كانت هى كطرف فيه لا ترضى بغير أن يكون التفوق العسكرى من نصيبها فى كل الأحوال؟!

وسؤال آخر: كيف يجرى الإعلان يوم ١٣ أغسطس عن إطلاق العلاقات بينها وبين أبوظبى، وكيف يقال إن معاهدة للسلام سوف يتم توقيعها بينهما فى العاصمة الأمريكية خلال أيام، ثم لا تجد هى شيئًا تفعله سوى أن ترفع يد الاعتراض على تزويد الإمارات بالطائرات الأمريكية؟!

حقيقة الأمر أن على تل أبيب أن تدرك أن السلام ليس كلامًا يقال، ولا هو شعارات ترتفع فى الأفق أمام الناس، ولكنه عقيدة واقتناع قبل كل شيء.. السلام رغبة حقيقية فى التعايش مع الآخرين، ثم إنه خطوة جادة فى اتجاه أن تعود الأرض المحتلة إلى أصحابها لتقوم عليها دولتهم المستقلة!