عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

أصبحنا نعيش واقعًا افتراضيًا جديدًا، في ظل تفشي الوباء الإلكتروني لوسائل التواصل الاجتماعي، التي فشلت مرارًا في اختبار المصداقية، خصوصًا مع انتشار الأخبار المفبركة ونشر الشائعات والقيم السلبية.

لا أحد ينكر ما تقوم به منصات التواصل من تأثير مباشر في الوعي المجتمعي، حتى أصبحت تلك الوسائل المصدر الرئيس لتشكيل الرأي العام والوعي لدى الجمهور بمختلف ميوله وثقافاته وانتماءاته وتوجهاته الفكرية.

منذ سنوات، تغيرت الصورة النمطية والتقليدية للإعلام في أذهان الناس، لتتصدر «السوشيال ميديا» التأثير الأكبر في الوعي الجمعي لدى الجمهور المُستقبل لكل الأخبار والمعلومات والفيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

من كان يعتقد أن يغير مقطع فيديو لمدة دقيقة واحدة حياة «بائع الفريسكا» الطالب المتفوق إبراهيم عبد الناصر، ويقوده إلى منحة لدراسة الطب وتبرعات لم يكن يحلم بها، بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي حكاية حصوله على مجموع 99.6% بالثانوية العامة.

إن انتشار فيديو الطالب المتفوق ـ الذي أصبح أيقونة للقدرة على تحمل الصعاب ـ أثبت القدرة الإيجابية لمنصات التواصل الاجتماعي في إبراز تلك النماذج المحترمة لواحد من الناس الغلابة، تجاوز الصعاب حتى وصل إلى القمة.

هذا النموذج «الإيجابي» الذي تصدر «الترند» لأيام، تراجع أمام نماذج أخرى سلبية كان أبرزها الانتشار الواسع لفيديو «المحكمة» بين الضابط والسيدة التي تعمل بالنيابة الإدارية، وقبلها الوثيقة المسربة لتصريح تخليص جمركي لسيارة رولز رويس «كابروليه» باسم الفنانة ياسمين صبري، يتجاوز ثمنها ستة ملايين جنيه.

الأمثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، لكننا فقط نود الإشارة إلى ما تفعله «السوشيال ميديا» في حياة الناس، إيجابًا وسلبًا، سواء أكانت بتغيير مسار حياتهم، أو بتشويه «متعمد أو غير مقصود» يثير حنق شرائح واسعة من المجتمع.

ما يهمنا فقط هو تسليط الضوء على ما حققته «السوشيال ميديا» ومنصات التواصل الاجتماعي من تفوق واضح على الإعلام التقليدي، الذي أصبح في حالة موت سريري، بعيدًا عن اهتمامات وقضايا الناس ومعاناتهم، وبات في موقف ردود الأفعال كمتفرج ومتابع لكل ما يحدث من حولنا!

نتصور أن القدرات الضخمة التي امتلكتها وسائل الإعلام التقليدية على مدى عقود طويلة، واستطاعت من خلالها أن تخلق «وعيًا مصطنعًا» ودفْع الجمهور إلى تبني خيارات محددة، وقبول سياسات بعينها، أصبحت الآن صاغرة أمام «الإبداع الخارق» لتجليات «السوشيال ميديا».

إن خطورة منصات التواصل الاجتماعي باتت واضحة في تشكيل الرأي العام، لتنوعها وانتشارها الواسع بين الجمهور، خصوصًا عندما يتم تداول واقعة بعينها، وفقًا لأيديولوجيات وأهواء ناقليها، وبالتالي تخضع للإضافات والتحريف، من دون التثبت أو التأكد من صحة ما يتم تداوله.

للأسف، أصبح التضليل أحد أهم سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، فليس كل ما يُكتب ويُنشر حقيقة موثوقة.. البعض يكتب الأكاذيب، والبعض الآخر يروجها من دون تمحيص، ولذلك فإن الكثير من المعلومات الخاطئة تجعل هذه المواقع في دائرة الاتهام، خصوصًا عندما تشكل رأيًا عامًا حول قضية بعينها.

لكن أكثر ما يلفت الانتباه تلك «البلاهة» التي أتاحتها منصات التواصل الاجتماعي، سواء أكان من خلال نشر «الأفكار» ومقاطع الفيديو والمنشورات، أو بالتعليقات الغبية، التي تنم عن جهل كبير، ويصدقها الكثير من البلهاء، حتى أصبحت «السوشيال ميديا» جائحة أخطر من تفشي وباء كورونا.

[email protected]