رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

عندما ترى هذه السطور النور سيكون وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، قد غادر الإمارات التى يزورها قادمًا من إسرائيل!

والمتابع لأخبار الزيارة ليس فى حاجة إلى جهد لتخمين موضوعها، أو التنبؤ بجدول أعمالها المعلن مسبقًا والذى لم يشأ الجانب الأمريكى أن يخفيه!

فالموضوع هو اتفاق السلام الذى جرى الحديث عن إطلاقه بين أبوظبى وتل أبيب منتصف هذا الشهر، والذى من المفترض أن يتم توقيعه بين الطرفين فى العاصمة الأمريكية قريبًا، والذى أيضًا أثار نقاشات ساخنة منذ الإعلان عنه ولا يزال!

والمؤكد أن الوزير الأمريكى قد جاء مبعوثًا من إدارة بلاده لممارسة نوع من الضغط على العاصمتين فى اتجاه إتمام الاتفاق وسرعة التوقيع عليه!

وعندما أقول سرعة التوقيع عليه، فالقصد أن يتم التوقيع قبل الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل، لأنه الأسبوع الذى ستجرى فيه انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولأن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب يخوض السباق إلى البيت الأبيض راغبًا فى الفوز لفترة ثانية بأى طريقة!

وهو إذا كان رعى الاتفاق بين البلدين، فلأنه يريد أن يكون الاتفاق عاملًا من عوامل إنجاحه فى السباق، ويريد به أن يخاطب نوعية من الناخب الأمريكى تذهب إلى صندوق الاقتراع، وهى قاصدة أن تمنح أصواتها للمرشح الذى قدم لإسرائيل ما يدعم مركزها أكثر من المرشح الآخر!

هذه النوعية من الناخبين هى التى يخاطبها ترمب برعايته الاتفاق، وهى التى يغازلها بإرسال وزير خارجيته إلى العاصمتين العربية والعبرية، وهى التى يأمل فى مساندتها له فى معركته أمام جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطى الذى ينافسه!

والحقيقة أن تل أبيب هى العاصمة التى على الأمريكيين أن يمارسوا عليها أشد الضغط.. لا أبوظبى.. لأن العاصمة الإماراتية إذا كانت قد أعلنت أنها تذهب إلى عقد الاتفاق، فى مقابل وقف ضم الأراضى المحتلة فى الضفة الغربية، وفى مقابل التزام ثابت منها بمبادرة السلام العربية، فالمطلوب من الطرف الإسرائيلى أن يقدم عمليًا ما يشير إلى تسليمه بوقف الضم والمبادرة، وإلا، فإنه سوف يواجه صعوبة بالغة فى اقناع أى طرف عربى آخر بالجلوس معه على مائدة واحدة!