عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

«يا فرحة ما تمت».. لسان حال عشرات الآلاف من الطلبة وأولياء الأمور، منذ إعلان نتائج الثانوية العامة 2020، وحصول 18.1% على أكثر من 95% بارتفاع عن العام الماضى بنسبة 1.1%، ثم بدء «مقصلة» التنسيق للمرحلة الأولى.

ارتفاع «المجاميع» والنسب المئوية، وضع الجميع فى «ورطة»، خصوصًا بعد إعلان تنسيق المرحلة الأولى لكليات القطاع الطبي، حيث الحد الأدنى للشعبة العلمية 400 درجة فأكثر، أى بنسبة 97.60%.

أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع تلك «المجاميع الأسطورية» فى زمن كورونا.. وفات الجميع مشكلة ارتفاع الحدود الدنيا للقبول، وأن المعدلات المرتفعة لم تعد سببًا كافيًا لالتحاق الطلبة بما يسمى «كليات القمة»، لتلك الأعداد الغفيرة من «المتفوقين».

الترقب غير المسبوق أصبح سيد الموقف، سواء أكان للطلبة أو أولياء أمورهم، منذ لحظة إعلان النتيجة، ليتحول إلى «مأتم» عند الكثيرين، بعد إعلان الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الأولى.

طلبة متفوقون بالآلاف وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها أشبه بمن «رقصوا على السلالم»، فمن حصلوا على مجموع 97.5%، تبخَّرت أحلامهم فى الالتحاق بواحدة من كليات القطاع الطبى بالجامعات الحكومية، ما جعل أولياء الأمور قبل الطلبة فى مهب الريح، ولقمة سائغة للجامعات الخاصة لنهش جيوبهم المهترئة!

المفارقة أن مثل هذه المعدلات «المرتفعة للغاية» ـ التى تجعلنا نَصِف الحاصل عليها بالعبقرى  اتضح أنها «منخفضة جدًا»، وغير مؤهلة للالتحاق بالكليات الطبية، ليتحول الحلم إلى كابوس، والجهد المبذول إلى هباء منثور!

أما أولئك الحالمون بـ«سراب» التظلمات ـ التى لم تُنصف أحدًا أو تغير مصير أحد، إلا نادرًا ـ فالهدف واضح، وهو «جباية» الرسوم عن كل مادة، الأمر الذى يزيد أعباء أولياء الأمور الذين أرهقهم الغلاء والوباء والمصروفات بشكل غير مسبوق.

نتصور أن ارتفاع «المجاميع» على هذا النحو المخيف، ليس سوى نجاح مخادع، يعكس حالة التعليم المتردية فى مصر، وإلا كيف نفسر تخرج عشرات الآلاف من طلبة الثانوية «المتفوقين والنوابغ» كل عام، ونحن نحتل ذيل القائمة الدولية فى جودة التعليم؟!

الآن.. بعد تحديد مصير الآلاف واستبعادهم من «القمة»، تستمر «مغامرات» الطلبة «المتفوقين» من «معدومى الحظ»، فى «أدغال» الجامعات الخاصة، التى وجدت الفرصة سانحة للابتزاز والتحايل و«نهش» جيوب أولياء الأمور!

ورغم غياب الرقابة الصارمة وتدنى المستوى والمردود الضعيف، مقارنة بتكاليفها المرتفعة، فإن كثيرًا من الجامعات الخاصة تصر على «إذلال» الطلبة وأولياء أمورهم، مستغلة ارتفاع الحد الأدنى للتنسيق.

التعليم فى مصر أصبح ـ للأسف ـ حقول تجارب، لمنظومة «راسبة» بامتياز، ولا أمل يرتجى إلا بضرورة وضع نظام جديد «عادل» للثانوية العامة، أسوة بدول العالم المتحضر، بدلًا من زيادة أعباء الأسر البسيطة المنهكة فى الغلاء والفقر والدروس الخصوصية.. وجائحة كورونا!

نعتقد بضرورة بدء تغيير حقيقى وشامل للمنظومة التعليمية، من خلال وضع استراتيجية واقعية، تتضمن الاهتمام بالتعليم الفني، ومواكبة احتياجات سوق العمل، وتطوير المناهج والبنية التحتية، وتحسين أحوال المعلمين، ومضاعفة ميزانية التعليم.

أخيرًا.. يجب توعية الناس بتغيير نظرتهم لما يسمى بكليات القمة، وعلى الدولة أن تنظر للتعليم برؤية مختلفة، باعتباره قضية أمن قومي، حتى يكون لدينا تعليم حقيقى قادر على المنافسة عالميًا، ونضمن مستقبلًا واعدًا لوطننا وأبنائنا.

[email protected]