رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

بعيدًا عن سلاح التطبيع، وبدون ضغط عربى، وبدون مفاوضات، انسحبت إسرائيل قبل 15 سنة من قطاع غزة، إريئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل اتخذ قرار الانسحاب فى شهر أغسطس عام 2005، القرار تضمن إخلاء مستوطنات ومعسكرات للجيش الإسرائيلى، إضافة إلى إخلاء 4 مستوطنات فى الضفة الغربية، شارون اتخذ قرار الانسحاب تحت مسمى « فك ارتباط «، وقد جاء هذا الفك من طرف واحد، برر شارون يومها الفك(الانسحاب) لكى يرتاح مما أسماه بالصداع الأمنى، مساحة غزة 360 كيلو مترًا، عدد سكانها حوالى 2 مليون نسمة، غزة كانت تخضع للحكم المصرى منذ عام 1984 وحتى احتلال إسرائيل للأراضى العربية عام 1967، وفى عام 1982 بعد انسحاب إسرائيل من سيناء ظلت غزة تحت الحكم العسكرى الإسرائيلى، حتى قرر إريئيل شارون أن يرتاح من الصداع، هذا الصداع لم يكن سوى المقاومة الفلسطينية، فقد كان جنوده يتلفتون حولهم وهم يسيرون فى شوارع غزة، كانوا يخافون من الأشباح التى تظهر لهم فى الظلام أو وسط النهار، الموت كان يتربصهم فى الحوارى والأزقة، من فوق المنازل، ومن خلف الأبنية.

شارون لم يفصح أيامها لوسائل الإعلام عن السبب الحقيقى لانسحابه بدون ترتيبات أو اتفاق، لكنه ألمح أيامها إلى التكلفة الباهظة التى تتكبدها الحكومة فى تأمين القطاع، وأن انسحابه سوف يوفر الكثير من الراحة والمبالغ المالية التى تنفق على نشر الجيش.

بعد مرور 15 سنة من هزيمة شارون فى غزة، اعلنت قناة «كان» العبرية، منذ يومين وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة للانسحاب الإسرائيلى من القطاع، أن سبب هزيمة شارون وانسحابه من القطاع، هو عملية «نتساريم» التى قتل فيها 3 جنود إسرائيليين، واعتبرتها القناة «القشة التى قصمت ظهر البعير».

نجحت المقاومة الفلسطينية آنذاك فى اجبار الحكومة الإسرائيلية على الانسحاب من طرف واحد، دون ان يلوحوا بشعار لا للتطبيع، أو حتى الوقوف على رأس جيش نظامى عربى، فقط فخخوا السيارات، تربصوا للجنود، انقضوا على الحواجز، أثاروا الذعر فى قلوب الجنود الإسرائيليين.

فى عام 2007 بعد عامين من انسحاب شارون من غزة، انقلبت حماس على منظمة التحرير، وانفردت بحكم قطاع غزة، ومنذ تاريخه، 13 سنة، وللضفة الغربية حاكم، ولغزة حاكم، وكل منهما لا يعترف بالآخر، ومازال الانقسام قائما، وهو ما أثار سؤالا على قدر من الطرافة، طرحه الفنان محمد صبيح فى فيلم « واسلاماه « على أحمد مظهر، ورشدى أباظة، ومجموعة من المماليك، بعد مقتل شجرة الدر: عندما نريد التحدث مع المصريين نتحدث مع من؟، هل نتحدث مع محمود عباس أم مع إسماعيل هنية؟، وماذا لو تفاوض عباس ووافق ورفض هنية؟.

 

[email protected]