فرحة عارمة وعرس انتخابى كبير شهدته جميع محافظات الجمهورية الـ27، فشهدت ربوع الدولة المصرية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تجربة انتخابات مجلس الشيوخ 2020 بعد غياب سنوات طويلة لتعود الغرفة الثانية للبرلمان إلى الحياة وتولد من جديد بما يعطى دفعة قوية جدا للحياة النيابية والبيئة التشريعية المصرية خلال المرحلة المقبلة.
ومن الملفت للنظر أيضا اهتمام مؤسسات الدولة وعلى رأسها الهيئة الوطنية للانتخابات بصورة واضحة خلال إجراءات انتخابات مجلس الشيوخ بالأشخاص ذوى الإعاقة وذلك من خلال تقديم كافة أوجه الدعم والتيسير لهم لمساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم دون أى عقبات، فحصلت جميع اللجان على كراسى متحركة وتوافرت بها لغة الإشارة لتسهيل عملية التصويت على ذوى الإعاقة.
وكعادة المرأة المصرية فى أوقات الشدائد أو المواقف الوطنية دائما ما تكون فى الصدارة، وهى بالفعل كانت فى صدارة المشهد الانتخابى خلال انتخابات مجلس الشيوخ، ما يؤكد دورها الوطنى المستمر وعطاءها غير المحدود ووقوفها دائما وأبدا بجانب الدولة المصرية، وما فعلته المرأة المصرية على مدار السنوات العشر الأخيرة نضال حقيقى يجب أن نتعلم منه جميعا معنى العطاء وحب الوطن.
وكان للشباب دور مهم أيضا فى نجاح العملية الانتخابية من خلال الحرص على المشاركة والوقوف فى طوابير طويلة رغم درجة الحرارة المرتفعة لممارسة حقهم الانتخابى المكفول لهم وفق الدستور والقانون، وهذا مؤشر جيد للسنوات المقبلة بزيادة وعي الشباب ومشاركتهم الفاعلة حيث يمثل الشباب 60% من التعداد السكانى المصرى وهى نسبة مرتفعة جدا، ويمكن توجيه تلك الطاقات الشبابية للمساهمة فى بناء مصر الحديثة.
كما كانت جهود وزارة الداخلية فى تأمين العملية الانتخابية واضحة للجميع ويدل عليها سير الانتخابات بشكل آمن كليًّا دون وقوع أية مشكلات أو حوادث وهو مجهود كبير تقوم به الشرطة لإنجاح هذا العرس الديمقراطى المهم، بالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة ومنها وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية المحلية والهيئة الوطنية للانتخابات.
وكانت صورة الشعب المصرى فى طوابير انتخابات مجلس الشيوخ مشرفة لمصر داخليا وأمام العالم والمجتمع الدولى فإتمام مثل هذه الانتخابات فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد كانت تعد مهمة مستحيلة لكن عزيمة وإرادة ووعي المصريين وقدرة مؤسسات الدولة على فرض النظام والسيطرة على الأوضاع من خلال خطة محكمة وتنفيذها بدقة متناهية جعل هذا المستحيل ممكنًا، لتبهر مصر العالم من جديد بأنها دائما قادرة على صنع المستحيل.
---
مساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الاستراتيجي