رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحياة

 

 

 

يحكى أن «محتالاً» قد اشترى «حماراً» وملأ مؤخرته بالذهب وأخذه للسوق فى القرية. لما نهق الحمار تساقطت النقود الذهب فتجمع الناس على المحتال.. فقال لهم «الحمار ده كل ما ينهق بينزل ذهب». فبدأت مفاوضات «بيع الحمار» واشتراه كبير التجار بمبلغ كبير وأخذه معه للبيت.. لكنه سرعان ما اكتشف أن الحمار مهما نهق مافيش ذهب.. وانه اتنصب عليه. جمع كبير التجار الناس وذهبوا إلى بيت المحتال.

فقابلوا امرأته التى أبلغتهم بأنه ليس موجودًا لكننى «حبعت له الكلب يجيبه».. الناس استغربت، لكن سرعان ما وجدوا المحتال ومعه كلب طبق الأصل من الكلب الذى خرج أمامهم من البيت.. فنسوا موضوع الحمار وبدأوا فى مفاوضات «لشراء الكلب».. هذه المرة اشتراه أحد أعيان البلد وعاد لزوجته «لو احتاجتينى، ابعتى لى الكلب».. لكن لم يعد الكلب.. فعرف التاجر أنه اتنصب عليه للمرة الثانية..!!

فذهب مع أهل القرية إلى بيت المحتال وكالعادة استقبلتهم زوجته التى قالت لهم «هو مش موجود والكلب اللى كان بيجيبه مش موجود فاستنوه»..

رجع المحتال فوجد الناس فى انتظاره.. ففهم الموقف فأخذ يعاتب زوجته على عدم تقديم واجب الضيافة لأهل القرية. وفجأة أخرج سكينة من جيبه وغرزها فى قلب زوجته التى كانت تضع كيساً به صبغة حمراء تشبه الدم.. أصيب أهل القرية بالرعب مما حدث فقال لهم «لا تخافوا ياما قتلتها من قبل».

وأخرج «مزماراً» من جيبه وأخذ يزمر به فقامت زوجته مرة أخرى سليمة أمامهم.. وكالعادة نسوا «موضوع الكلب» وبدأوا مفاوضات جديدة لشراء «المزمار».. وباعه المحتال لتاجر كبير بسعر خرافى.. رجع التاجر لبيته، وأخذ سكينة وضربها فى قلب زوجته.. فماتت زوجته فى الحال.. فأخرج المزمار وأخذ يزمر وكالعادة دون جدوى.

عندما خرج التاجر من بيته سأله صديقه الصياد «إيه أخبار المزمار»؟.. خاف التاجر أن يقول بأنه قتل زوجته فرد عليه أن المزمار يعمل جيدا! فسأله الصياد «هل ممكن أستعيره منك يا صاحبى؟.. فوافق التاجر وأعطاه المزمار.. تكرر نفس المشهد.. كل واحد من أهل القرية كان يستعير المزمار وعندما يقتل زوجته لا يعلن عن الحقيقة.. لكن سرعان ما انتشر الخبر فى القرية.. فقرر أهلها رمى المحتال فى البحر للتخلص منه. فذهبوا إلى بيته.. ووضعوه فى كيس وربطوه.. وهما فى الطريق إلى البحر تعبوا من المشى فأرادوا أن يستريحوا لأن الطريق طويل فناموا.. فى ذلك الوقت، مر راعى غنم بجانبهم فوجد صوت يستغيث به «فك الكيس»..

ففك راعى الغنم الكيس وسأله ما هى الحكاية.. رد المحتال عليه «هؤلاء هم أهلى ومصرون على زواجى من بنت شهبندر التجار الغنية ولكننى أحب بنت عمى».. فرد عليه راعى الغنم «أتزوجها أنا».

دخل راعى الغنم فى الكيس بدلًا من المحتال، وأخذ المحتال الغنم وعاد إلى القرية ومعه 300 رأس غنم! استيقظ أهل القرية من النوم فأخذوا الكيس المربوط ورموه فى البحر وعادوا للقرية.

عند عودتهم للقرية، وجدوا المحتال سليماً ومعه 300 رأس غنم.. فاستغربوا فقال لهم إن «جنية البحر أنقذته وأعطت له الغنم وقالت له: لو كانوا رموك فى مكان أعمق فى البحر لكانت أختى قد أنقذتك وهى أغنى منى بكتير.. وكالعادة، هرول أهل القرية إلى البحر ودخلوا إلى منطقة عميقة فيه ورموا أنفسهم طمعاً فى الحصول على الثروة فماتوا جميعا! وأصبح المحتال يمتلك القرية بما فيها والناس الأغبياء كلهم ماتوا!

والآن.. وأنت تتابع القصة والواقع.. قد تجدها قصة طويلة فى تفاصيلها لأن مشهد النصب يتكرر والناس لا تعى.. ويتم النصب عليهم من نفس الشخص ولكن مع تعدد الطرق.. فى النهاية، هل تتفق معى أن العيب ليس فى «المحتال».. العيب فى «الأغبياء» اللى بيصدقوه فى كل مرة؟

موعدنا الثلاثاء المقبل إن شاء الله.