عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

وصلت الأزمة فى دولة الجوار الشقيقة ليبيا إلى مدى يصعب العدول عنه، نتيجة للتوسعات والمطامع التركية فى النفط الليبى وتقويض الأمن القومى العربى والمصرى، وهو الأمر الذى لم ولن تقبله القاهرة بأى شكل من الأشكال، وستقف بالمرصاد لأى محاولة من أنقرة لتجاوز خطوطها الحمراء.

لماذا خط سرت الجفرة

تكمن أهمية خط سرت الجفرة بالنسبة للأمن القومى المصرى، فى أنهما تبعدان نحو 1000 كم عن الحدود المشتركة مع ليبيا، وتؤدى السيطرة على سرت إلى تمهيد الطريق للسيطرة على الموانئ النفطية فى منطقة الهلال النفطى شرق ليبيا، بينما تقع قاعدة الجفرة الجوية جنوب سرت، وتعتبر من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتشكل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطنى الليبى، والسيطرة عليها تشكل خطورة جسيمة على مصر.

أهل ليبيا أولى بها

لا يخفى على أحد من قريب أو بعيد أن مصر هى الدولة الوحيدة الموجودة فى معادلة الأزمة الليبية التى لا تريد منفعة خاصة أو مكاسب نفطية أو توسعية، ومصر أكدت مراراً وتكراراً أنه ليس لها أى أهداف خلف التدخل العسكرى فى ليبيا وتتمسك بأهمية التوصل إلى حل سياسى بين الليبيين أنفسهم وحل الميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها والتخلص من المرتزقة الأجانب والأتراك المستعمرين، ولن يتأتى لليبيا الاستقرار إلا عن طريق أهل ليبيا أنفسهم.

تدخل شرعى

لاشك أن التدخل المصرى بشكل عسكرى فى الأزمة الليبية بات يحمل الشرعية الدولية بعد تفويض القبائل الليبية والجيش الوطنى الليبى ومجلس النواب لمصر للدفاع عن ليبيا، ناهيك عن عشرات المباحثات الثنائية التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لبيان تهديد تركيا للأمن القومى المصرى والعربى بتدخلها فى ليبيا.

تصريح البرلمان بالتدخل

أعطى مجلس النواب المصرى بإجماع آراء النواب الضوء الأخضر لإرسال عناصر من القوات المسلحة إلى مهام قتالية خارج حدودنا وذلك درءاً لأى أخطار قد تهدد الأمن القومى المصرى على الاتجاه الاستراتيجى الغربى وبذلك يكون التدخل مشروعاً داخلياً وخارجياً بالنسبة لمصر، ويمثل هذا الإجراء أيضاً تعزيزاً جديداً لثقة الشعب فى قواتنا المسلحة الباسلة.

نحمى ولا نهدد

رسالة واضحة وصريحة ولا تحتمل أى تفسير أو تأويل أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاء مشايخ القبائل الليبية فى القاهرة الشهر الجارى، تؤكد أن الجيش المصرى جيش دفاعى وليس جيش احتلال، وربط الرئيس هذه الجملة بأن الجيش المصرى هو الأقوى فى المنطقة، فى تحذير صريح لأى طامع من خطورة الاقتراب من مصر أو محاولة المساس بأمنها بشكل مباشر أو غير مباشر.

خطوة للخلف

أربكت الخطوات الجادة التى اتخذتها مصر فيما يتعلق بأزمة الشقيقة ليبيا، حسابات المغرور التركى أردوغان، الذى كان يتوهم أن مصر تهدد فقط بتصريحات كلامية من التى اعتاد عليها هو، ولن تحرك ساكناً تجاه الأزمة، واتضح هذا الارتباك جلياً فى تصريحات مستشار الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الذى أكد أن بلاده لا تريد حرباً مع مصر أو أى بلد آخر، ما يدل على التراجع من جانب أنقرة بعد أيام من تفويض البرلمان المصرى للرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل العسكرى فى ليبيا.