عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

لا يريد.. ولا يسعى الغرب وأمريكا إلى أن تكون مصر دولة ضعيفة، أو دولة هشة داخلياً، لأنهم يعتمدون عليها فى استقرار المنطقة كلها.. وفى نفس الوقت يمكن أن يتقبلوا إضعاف تركيا، أو النظام الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان، لأنه يتبنى سياسات تعمل على إضعاف المنطقة، ولا تؤدى إلى استقرارها وهو ما يهدد مصالحهم!

وفى مقال للزميل الدكتور مصطفى عبدالرازق بـ«الوفد» يوم 13 يوليو الماضى تحت عنوان «لعبة الأمم» فى ليبيا. أشار إلى أن الصراع الدولى على ليبيا ربما يكون هدفه محاولة جر دولتين، عربية وإسلامية، وهما مصر وتركيا، لحرب لن تستفيد منها سوى أمريكا!

وإن كنت أتفق معه فى جانب واحد هو محاولات الغرب وأمريكا توريط تركيا واستنزافها فى ليبيا، بينما أردوغان برعونته وبحقده وغله الإخوانى.. هو الذى يحاول بمفرده توريط مصر بأى شكل من الأشكال.. وهو ما لم يوافق عليه الغرب وأمريكا.. لأنهم إذا كانوا يريدون التخلص من أردوغان الذى يهدد استقرار المنطقة.. وأصبح مصدر قلق فى أشياء أخرى.. فلا يريدون ذلك لمصر العامل الرئيسى لاستقرار المنطقة.. وهى دولة ليس من سياساتها غزو دول أخرى، ولا تطمع فى دول أخرى، وكل ما يعنيها فى هذا الوقت بالتحديد هو الحفاظ على أوضاعها الداخلية وتطويرها وتحسين اقتصادها ورفع مستوى معيشة الشعب، وتدرك جيداً أن ذلك لن يحدث سوى بعلاقات طيبة مع دول العالم وليس مع دول المنطقة فقط.. فما الذى يدفعها إلى حرب مع تركيا سوى حماقة أردوغان نفسه؟!

ومصر لم تكن شريكاً عسكرياً للغرب فى تخريب العراق ولكن أردوغان كان.. ومصر لم تكن طرفاً عسكرياً فى تدمير سوريا، ولكن أردوغان كان.. ومصر لم تكن لتعتدى على الحدود البحرية للدول فى البحر المتوسط، ولكن أردوغان كان.. ولم ولم ولم.. عشرات الأمثلة التى تجعل من تركيا/ أردوغان العدو الأول للعالم وليس مصر، ولذلك أردوغان قاب قوسين من السقوط وقبل عام 2023.. ليس لأنه حول كنيسة آيا صوفيا، إلى مسجد، وإعلان العداء للغرب ولكن لأسباب أخرى!

ففى عام 2023 يمر مائة سنة على معاهدة لوزان الثانية 1923 وتنتهى آثار بنودها وتستعيد بذلك تركيا حقوقها التى ترى أن الدول الغربية اغتصبتها منها بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت فى ذلك الوقت هى الرجل المريض المعروف باسم الدولة العثمانية.. وقد تأسست الجمهورية التركية الحديثة؛ بناءً على هذه المعاهدة، التى تم إبرامها مع الحلفاء المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى، وهم: المملكة المتحدة (بريطانيا)، وإيرلندا، وفرنسا، وروسيا، وإيطاليا.. الذين أجبروا الدولة العثمانية المهزومة، إلغاء الخلافة، ونفى الخليفة وأسرته خارج تركيا، ومصادرة جميع أمواله، وإعلان علمانية الدولة، ومنع تركيا من التنقيب عن البترول، واعتبار مضيق البسفور الذى بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ثم إلى البحر المتوسط ممراً دولياً لا يحق لتركيا تحصيل رسوم من السفن المارة فيه، بالإضافة إلى تقليصٍ جغرافيا الدولة التركية، وإلزامها بالتنازل عن مساحات كبيرة من الأراضى التابعة لها!

ولذلك.. لا يترك الرئيس التركى أردوغان مناسبة، ليذّكر الغرب بأنه فى عام 2023 تنتهى شروط هذه المعاهدة، وسيكون لتركيا الحق فى التنقيب عن البترول، وحفر قناة جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة والبدء فى تحصيل رسوم من السفن المارة.. وليس مستبعداً أن يحقق حلمه الشخصى وهو استعادة الخلافة الإسلامية وتنصيب نفسه خليفة للمسلمين والمطالبة باستعادة أملاك الدولة العثمانية.. ولذلك لا بد من سقوط أردوغان قبل هذا التاريخ!

[email protected]