رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

«نحن نحارب إسرائيل ومن وراء إسرائيل».. هذه العبارة من أشهر ما قاله الرئيس جمال عبدالناصر، ورددها فى أكثر من خطاب، واعتقد أن ذلك كان لسببين.. الأول هو تبرير هزيمة 67، لأن أمريكا أقوى دولة فى العالم هى التى حاربته وهزمته وليست إسرائيل التى كانت مجرد أداة.. واعتقد أنه استراح هو نفسيا لهذا التبرير لتبرئة نفسه وقياداته من أنهم وراء هزيمة الشعب المصرى.. والثانى للتأكيد على صعوبة الحرب المقبلة ضد إسرائيل.. على أساس أنه يحارب أمريكا وليس إسرائيل فقط.. واسكت كل الأصوات واستراح للمرة الثانية.. فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة!

بينما الرئيس أنور السادات، ببصيرة وخبرات الفلاح المصرى العميقة بالواقع، فهم اللعبة من البداية وأراد أن يتعامل مع أمريكا مباشرة بل ويستخدم بذكاء إسرائيل نفسها كأداة لتحقيق ما عجز عنه عبدالناصر.. وقال بعفوية غريبة مقولة فى منتهى العبقرية، وبدون لف ولا دوران.. «إن 99٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا».. وجاب من الآخر كما يقولون.. وكشف للعالم وللمعارضين لسياساته فى الداخل، وفى الدول العربية حقيقة الصراع الدائر فى المنطقة كلها أنه مجرد لعبة.. وأن كل ما يهم أمريكا فى المنطقة هو تحقيق مصالحها، وبما أنه (السادات) كان يعرف وقتها أنه أضعف من أن يواجه أمريكا وإسرائيل.. سواء بنفسه أو بالعرب أو الروس فلم يكن أمامه سوى اللعب مع أمريكا للحصول على أكثر المكاسب الممكنة!

ولأنه من المفترض أن نأخذ من التاريخ، الحلو والمر منه، ونتعلم من هزائمه وانتصاراته.. كان يجب أن نتعامل مباشرة مع من وراء إثيوبيا فى قضية سد النهضة وليس مع إثيوبيا نفسها، ولا نضيع كل هذا الوقت فى مفاوضات اقل ما يمكن أن نقول عنها إنها عبثية ومسرحية هزلية تم جرنا إليها جرًا لمدة خمس سنوات.. وفى كل مرة تنتهى بلا نتيجة ونبدأ فى كل مرة كذلك من نقطة الصفر.. بينما السد يكاد أن يكتمل.. وكان يجب أن نعرف مبكرًا أن كل هذه المفاوضات غير طبيعية ولا معقولة.. ولا علاقة لها بمشكلة السد!

ولهذا فإن رجل الشارع ببصيرته وخبراته العميقة بالواقع مثله مثل السادات، كان، ولازال، يتساءل طوال الوقت مندهشًا من وراء إثيوبيا الذى يجعلها تتعامل بكل هذه العجرفة والعنجهية غير المبررة، والتى لا تتلاءم مع قدراتها العسكرية والاقتصادية للدخول فى حرب مع مصر وهى بكل حسابات القوة تفوقها عسكريا واقتصاديا بمراحل؟.. ورغم ذلك تتعامل على أنها الأقوى والأعظم والأكبر.. وتفرض شروطها بكل وقاحة، وتتعنت فى مفاوضاتها بطريقة استفزازية لا تعكس ابدا أنها حريصة على السد ولا على استكماله، وأن كل ما تريده وتسعى إليه هو الحرب مع مصر بأى شكل، وأن كل قضيتها ليست السد بل كيف تورط مصر فى ضرب السد والدخول معها فى حرب تستنزف فيها قوتها العسكرية والاقتصادية.. وهو الحلم الذى ينتظر تحقيقه من وراء اثيوبيا سواء كان من الأعداء.. أو الأصدقاء!

< وداعًا="" أحمد="">

فقدت أسرة جريدة الوفد زميلًا من أنبل الشخصيات، ومن أعزها على القلوب الأستاذ أحمد رزق.. الذى وافته المنية بعد رحلة طويلة صارع فيها المرض راضيًا بقضاء الله وبفضله، ولذلك كان قويا فى الحق ولم يتوان فى قول الحقيقة، وكان مهمومًا طوال الوقت فى مقالاته بهموم الناس ومشكلاتهم ولم تمنعه مشكلاته المرضية من أن ينسى حقوق وطنه عليه بأن يقول كلمته بكل الصدق والأمانة.. رحم الله «أحمد رزق» الذى ستبقى اخلاقه الطيبة وسيرته الحسنة من أجمل ما تركه خلفه من صفات تحلى بها طوال حياته!

[email protected]