رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

بقلم:

حلم البشرية.. كوكب بلا أوبئة، حتما سيكون شعار العقود المقبلة، سينفقون البلايين على البحث العلمى، ستتحول نسبة مقدرة من موازنات التسليح إلى تمويل المختبرات، سيحتل العلماء صدارة المشهد الكونى، العلماء ورثة الانبياء.

البشرية تنتظر عالما نابها نابعا يخرج من بين الصلب والترائب على التلفاز يحمل البشرى، يحمل فى كفيه تركيبة دواء شفاء البشرية من آلامها المخيفة، سيكون صاحب نوبل ولا ريب، سيتوج عالم البشرية الاول، سيرسم فى العيون المنقذ، سيكون بطل الكوكب عالما وليس مصارعا، طبيبا وليس قناصا، يا لها من نقلة فى تاريخ البشرية المعذبة بالحروب والأوبئة والآفات.

هنيهة، ويهبط الملاك على بابل مجددا، ملاك الرحمة فى ثياب بيضاء يضع ماسك على انفه، ويتوقى اثار الجائحة، يرفرف بجناحيه على الكون، يخفف آلام المتعبين، ويجفف عرق المحمومين، ويرطب قلوب الحزانى فى انتظار الامل يشرق فجره من كثيف الضباب من عاصمة الضباب.

نقلة يقينية فى التفكير خارج الصندوق الأسود الذى اعتقلت البشرية فيه نفسها بنفسها ردحا من الزمن، تجتاح العالم الان حمى العلم، حمى حميدة، نوبة صحيان تقرع فى الاذن الوسطى، ويتنادى الخلق فى قعور البيوت، العلماء.. العلماء، العلماء.

ميسى شيطان الكرة المستديرة لم يعد يطرب. الآذان والعيون والعقول منصرفة تماما عن المستطيل الأخضر، مستمرة امام المعامل والمختبرات، صراع التنين الصينى والفيل الامريكى اتخذ مسرحا فيروسيا، يا له من فيروس عجيب يتلاعب باعصاب عمالقة الكون.

البشرية تذهب قسرا وطوعا وكرها، تذهب حثيثا إلى تنمية البحوث الطبية والعلمية، عقلية جديدة تمامًا تتشكل، الرئيس الأمريكى «ترامب» يكسر «تابو» الصناعة الأمريكية المهيمنة ويحول وجهة مصانع السيارات إلى تصنيع عاجل وطارئ لأجهزة التنفس الصناعى، ويغرد ترامب على تويتر «يجب أن تفتح «جنرال موتورز» فورا مصنع «لوردز تاون»، الذى هجرته بغباء فى «أوهايو»، وتبدأ فى تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعى.. الآن.. الآن.. الآن.

ويخاطب شركة «فورد»: «انطلقى فى صناعة أجهزة التنفس الاصطناعى، بسرعة.. بسرعة.. بسرعة».. واستجابت الشركتان تحت ضغط الرأى العام الأمريكى الذى تحفز لمعاقبة الشركتين إذا تأخرتا عن إغاثة الوطن.

عالم جديد يتشكل من اتحاد العقول البحثية، وانفتاح المعامل على بعضها، وتبادل الأسرار العلمية التى كانت فى حكم أسرار الأمن القومى، تداول اللقاحات والبروتوكولات العلاجية، وظهرت العديد من التحالفات والاتفاقات بين بعض الشركات لضمان انتاج كميات هائلة من الجرعات، سواء من العلاج أو اللقاح بمجرد انتهاء التجارب المتعجلة عليه.

وكالة «بلومبرج» تكشف عن تحالف طبى بين شركة «استرازينكيا» المصنعة للقاح جامعة أكسفورد «أول مرة يسمع العالم عن اتحاد العقول».

لا عداوة، البناء على ما تيسر للصين من مضادات التى تعافت بشق الأنفس من الوباء، «بلازما المتعافين» ستكون علاجا نافعا، هيئة الأغذية والدواء الأمريكية تذهب مختارة إلى «تجربة طارئة» لعقار بلازما المتعافين، المستشفيات فى «القاهرة» باتت مستعدة لاستخدام بلازما دم المتعافين من فيروس كورونا (المتسبب فى مرض كوفيد-19) كمضاد محتمل للمرض، حيث يأمل الباحثون فى أن يتم الاستفادة من هذا النهج المتبع منذ قرن من الزمن، والقائم على مد المرضى بالدماء المحملة بالأجسام المضادة، التى يتبرع بها المتعافون من المرض، بحسب ما نشرته مجلة «‪Nature» الأمريكية.

تخيل دماء المتعافين ستصب فى دماء المصابين، دماء الأسمر فى شرايين الأبيض، ودماء اليابانى فى عروق المصرى، عالم من دم واحد.

جنوب المتوسط الفقير الطارد للمواهب المصدر للهجرة غير الشرعية يتعطف بدمائه الحارة على شماله الذى ضربته الجائحة، ستذهب أوروبا طائعة مختارة وبترحاب لاستقبال دفعات هائلة من المهاجرين الملونين لتعويض خسائرها فى الأرواح، خاصة الذكور الذين سفحتهم الجائحة بأضعاف الخسارة فى النساء.

أوروبا البيضاء ذات الدم النقى ستحتاج إلى ذكور هجينة تعيد عجلة المواليد إلى الدوران وقد توقفت وتباطأت طويلا بفعل ثقافة الحد من الإنجاب، وتأخر سن الزواج، ورفض الفكرة من أساسها، سبحانه من سبب الأسباب لتتدبر العقول ما يستوجب على الخلق فى الكون العظيم.