رؤى
سعدت جدا بتصريحات اللواء سمير فرج مساء الخميس لبرنامج المصرى أفندى الخاصة بالصراع الجارى فى الشقيقة ليبيا، واستبعاده انجرار مصر إلى هذا النزاع بقوات عسكرية، وأن جيش مصر لحماية أمنها وحدودها وليس للدخول فى صراعات داخلية لبعض البلدان حتى لو كانت شقيقة.
هذا الرأى العاقل والحكيم كنت انتظر الاستماع إليه منذ فترة، خاصة وأن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعى دأبت منذ فترة على التصعيد ووضع مصر فى مواجهة عسكرية مع النظام التركى، وتحريض الرئيس على الدخول بقوات لحسم الصراع الليبى.
بعد انتهاء المداخلة اتصلت بالواء سمير فرج وحييته على هذا الرأى العاقل، مصر لا يجب ان تنجر إلى هذا الصراع وتورط جيشها فى أوحال النزاعات الداخلية للبلدان، فقد سبق وورط الرئيس عبدالناصر الجيش فى اليمن، واستشهد واصيب ألاف من أولادنا الضباط والجنود وصف الضابط، وأنفق عبدالناصر على هذا الصراع ملايين الدولارات بخلاف المخزون الاستراتيجى للبلاد من الذهب، وخرجت مصر من هذا الصراع بخسائر فادحة اقتصاديا وسياسيا.
الجيش المصرى ليس مجموعة من المرتزقة ولا مجموعة من المليشيات، بل مؤسسة كبيرة تضم خيرة أولادنا الشباب، تربوا على مبدأ قتالى وطنى وأخلاقى، وهو حماية حدود الوطن والمحافظة على أمن وسلامة الشعب المصرى والعربى من أى محتل أو غازى.
وسائل الإعلام للأسف، خاصة بعض البرامج المسائية والصباحية، وكذلك وسائل التواصل الإجتماعى ليس لها وظيفة يوميا سوى الحديث عن الصراع الليبى، والتحريض على توريط جيشنا فى هذا النزاع الذى تم اختزاله فى مواجهة مصرية تركية، مصر أكبر من أن تنجر، وأعقل وأحكم من الوقوع فى شراك وفخاخ نصبت لها.
الشعب المصرى فى أمس الحاجة إلى جيشه وإلى شبابه لكى يحمى أمنه الخارجى والداخلى، ولكى يشارك فى اعادة بناء اقتصاد البلاد، مصر فى حاجة لكل قرش لكى تنفقه فى بناء مشروعات زراعية وصناعية وطبية وتعليمية تنهض بالشعب وبالبلاد، وتوفر فرص عمل مستديمة لأولادنا الشباب، وتنتشل ملايين الأسر من تحت خط الفقر، وتوفر مليارات الدولارات التى تنفق على استيراد احتيجات المواطنين.
مصر فى حاجة لكل مواطن يشارك بفكره وجهده فى النهوض بالبلاد وانتشالها من كبوتها واللحاق بالركب العالمى فى تقدمه التكنولوجى والعلمى تصنع معداتها وسلاحها وتنتج طعامها، الحروب تخرب الاقتصاديات وتحرم الشعوب من شبابها أو من القوة التى تقام على سواعدها وعقولها البناء والتقدم.
[email protected]