هذا رأيى
انتظرنا طويلا.. وسمعنا وقرأنا عن توقعات بنهاية وباء كورونا، فطال انتظارنا وذهب كل ما سمعناها وقرأناه أدراج الرياح، وأصبح اليقين هو بقاء الفيروس معنا وأن عشرته ستطول وعلينا أن نتعايش معه. من الصعب بل من المستحيل أن تتوقف الحياة انتظارا لرحيل عدو ما زال يوما بعد يوم يكشف لنا عن سر من أسراره.
إعادة الحياة من جديد ضرورة لا بد منها وقرار حتمى اتخذته العديد من الدول لتوفير سبل الحياة والحيلولة دون سقوطها وتجويع شعوبها. الآن أصبح الشعب هو المسئول عن حماية نفسه وأصبح الفرد والأسرة هم المسئولين عن حماية أنفسهم والحفاظ على حياتهم وحياة من يحبون. ليس معنى هذا أن الحكومات تخلت عن حماية شعوبها ولكن معناه أن تعى الشعوب خطورة الوضع وأن تسترد وعيها المفقود لدى الكثيرين وعلى الفرد والأسرة حماية انفسهم ومن يحبون.
إعادة دوران عجلة الحياة ليس معناها الاستهانة بالإجراءات الاحترازية، وأن نضرب بعرض الحائط جميع التعليمات التى تلقيناها خلال الشهور الماضية، وما تعلمناه خلال الفترة الفائتة، إنما معناه أن نتخذ جميع التدابير الوقائية لمنع الفيروس من الوصول إلى بيوتنا، والطريقة سهلة إن كنا واعين فى تصرفاتنا ومسئولين عن حمياتها.
بعد مضى أكثر من خمسة أشهر على بداية الأزمة، وبعد تلقينا آلاف الرسائل التوعوية والتحذيرية، كل ما تبقى أن نتعلم المزيد من الإجراءات لكيفية ممارسة العمل فى بيئة آمنة لحمايتنا من الفيروس. التعايش مع الأمر واقع محتوم، وأصبح ضرورة ملحة لاستعادة ما فقدناه من توقف الاقتصاد والأعمال، وأصبح من الضرورة أن نمارس حياتنا بطريقة مسئولة ونحافظ على أسرنا، علينا أن نتعلم كيفية التعايش مع الواقع بمسئولية بعيدًا عن الاستهتار أو التهوين.
يجب أن نحرص على أن نفكر فى كل تصرفاتنا، ونحسب الحساب لكيفية القيام بكل شيء، وأن لا نفترض السلامة فيمن هم أمامنا، مهما كانت درجة قربهم منا وغلاوتهم ومحبتهم فى قلوبنا، فالجميع مصاب حتى يثبت العكس، ونحن مصابون حتى نثبت العكس.
اليوم، أيها المواطن أنت البطل، وأنت الدرع المنيعة التى ستقف فى وجه الفيروس وتحاربه على جميع الصعد، أنت من ستواجه بذكاء وبفطنة بعد أن اكتسبت الخبرة والمعرفة، وعليك أن تكون مستعدًا لهذه المعركة، وأن تتعايش مع مستجداتها وظروفها المتغيرة، وأن يكون كلك آذانًا صاغية لكل التعليمات التى تصدرها الجهات المسئولة فى الدولة، وأن لا تتهاون أو تستخف بأى صغيرة أو كبيرة، فقوتنا البشرية هى أغلى ما نملك، ومن الواجب أن نساند وطننا فى هذه الظروف الاستثنائية.
فإذا كانت غرامة عدم ارتداء الكمامة ٤ آلاف جنية فمطلوب غرامات أكبر وعقوبات رادعة لمن يقيم أفراحا أو سرادقات عزاء. وليكن خروجكم من منازلكم للضرورة مسلحين بوسائل الوقاية الشخصية من كمامات وقفازات ومطهرات، ومتبعين الاجراءات الاحترازية. انطلقوا وأعيدوا حياتكم بهدوء وحكمة وتدبر لنعبر بأنفسنا وبمن نحب من شر هذا الوباء، ونحافظ على بلدنا من التعثر والسقوط.
بإذن الله ستنتهى هذه الأزمة، وسنعود إلى سابق عهدنا..غدا ستنكشف الغمة عن الأمة..غدا سيصبح كورونا من الماضى..غدا سيعود الحجاج والمعتمرون إلى بيت الله الحرام..غدا سيعود المصلون إلى المساجد..والطلاب إلى المدارس. تفاءلوا بالخير تجدوه..وكل عام وأنتم بخير.
Mokhtar [email protected]