رؤى
كل ما توصلنا إليه عن الروح أنها مخلوق شفاف، غير مرئى، خالد، لا يموت، لا يمكن مسها أو لمسها أو رؤيتها، ما جوهرها، هيئتها؟، مما تتركب؟ لا أحد يعلم عنها شيئا، الله وحده هو الذى يعلم سرها، هذه الروح عندما تدخل الجسد وتعيش فيه وتمارس الحياة معه وتكتسب خبرات، وترتكب أخطاء، وسيئات وحسنات، وتفعل الخير والشر، تسمى نفسا، وعندما يقرر الله وفاتها يقبضها ملك الموت كنفس «كل نفس ذائقة الموت ــ آل عمران 185، والأنبياء 35، والعنكبوت 75».
الفراعنة جهلوا سر الروح أو النفس، وكانت تسمى بالـ«كا»، وفى الهندية سميت الـ«جيفا»، والتوراة لم تذكر الروح، وفى المسيحية: الله روح، والإنسان يعيش بعد الموت بجوار الله بالروح.
الصابئة المندائية ذكرت بعض التفاصيل فى كتابها المقدس عن خلق الروح، لكنها فى النهاية تؤكد أنها سر من أسرار الله عز وجل، الكتاب يسمى «كنزا ربا»، وهم يتبعون النبى يحيى عليه السلام، ويعيشون بجوار المياه فى العراق والشام وبعض البلدان. يعتقدون أن «كنزا ربا»، هو أوراق سيدنا آدم عليه السلام، انتقلت من آدم إلى أن وصلت إلى نوح ثم موسى إلى ان وصلت إلى نبى الصابئة سيدنا يحيى عليه السلام.
ذكر فى « كنزا ربا» حاولوا تصنيع أو خلق الروح ولكنهم فشلوا، بعد أن قام الملائكة بخلق جسد آدم، حاولوا أن ينفخوا فيه من روحهم كي يقف على قدميه وباءت محاولتهم بالفشل، فصعد كبيرهم»بثاهيل» إلى الله، فأعطاه روح آدم ملفوفة فى عمامة لكى لا يعرف حقيقتها ولا سرها، وجعل ثلاثة من الملائكة يحملونها:
وبعمامته الطاهرة
لف السر الأعظم
بأطرافها الملمة وإلى بثاهيل سلمه
أيها الملائكة المقربون
أيها الأثريون(الملائكة) المنزهون
يا هبيل وشيتل وأنوش
كونوا حراسا عليها
لا يعلم بأمرها أحد
ليبق بثاهيل جاهلا
كيف الروح إلى الجسد هبطت
ليجهل كيف تهبط الروح إلى البدن
وكيف تتخلل البدن الأنفاق
وكيف الدم فيها يتدفق».
الروح ذكرت في القرآن 23 مرة، وجاءت فى ثمانية معانٍ، منها: الراحة (الواقعة 89)، والنصر( المجادلة 22)، الوحى (النحل 2)، جبريل (البقرة 87)، ومنها المعنى الذى نسعى إليه وهو: الحياة (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ــ الإسراء 85)، وهو ما يعنى أن الله عز وجل وحده الذي يعلم ماهية وطبيعة الروح.