رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

خالد بن الوليد (سيف الله المسلول) القائد الذى لم يهزم فى معركة قط فى الجاهلية ولا فى الإسلام، والذى لم ينازل مقاتل قط إلا صرعه،

- اطلق عليه الرسول سيف الله المسلول قبل بزوغ نجمه وذيوع صيته

فبعد إسلامه بشهور قليلة ألحقه الرسول بسرية مؤتة التى أرسلها النبى إلى قبائل ذات الطلح المتحالفين مع الدولة الرومانية لتأديبهم بعد قتلهم وتنكيلهم وتمثيلهم بأفراد البعثة التى ارسلها لتدعوهم إلى الاسلام فقتلوهم جميعًا ومثلوا ونكلوا بهم، فجرد الرسول لهم جيشا فى ثلاثة آلاف رجل لتأديب المعتدين بقيادة زيد بن حارثة فإن أصيب، فجعفر بن ابى طالب فان اصيب فعبدالله بن رواحة فان اصيب فيختار المسلمون من بينهم قائدا للجيش.

وعندما عسكر جيش المسلمين بمنطقة معان بالقرب من مؤتة علموا ان هرقل فى مائة الف من الرومان ومثلهم من القبائل العربية يعسكرون بالقرب من مؤتة، ما حدا بالبعض للتروى والعودة تجنبًا للهزيمة والهلاك المؤكد ولكن زيد اصر على خوض المعركة غير المتكافئة واستشهد فيها وتلاه جعفر ثم عبدالله واختار المسلمون بعدهم خالد بن الوليد قائدا للجيش وما إن حمل لواء السرية حتى قرر ان يحقن دماء من تبقوا معه من الهلاك المؤكد والإبادة ويعود بهم دون تعقب المشركين لهم وإبادتهم، فصمد فى الميدان حتى المساء ثم بدل مواقع القوات فنقل الميمنة محل الميسرة والميسرة إلى الميمنة وجعل المقدمة محل المؤخرة والعكس وعين خلف الجيش جماعة يثيرون الغبار ويكثرون الجلبة.

وفى الصباح، عند استئناف القتال فإذا بجنود الروم والقبائل يجدون فى مواجهتهم وجوهاً وأعلاماً مختلفة عما واجهوهم مما اوحى اليهم مع الجلبة والغبار فى الخلف ان هناك إمدادات تنضم لجيش المسلمين الذى ذاقوا بأس مقاتليه، فاعتقدوا ان الانسحاب خدعة للانقضاض عليهم من الخلف وقام خالد بتأمين الانسحاب وابلى فى حماية المؤخرة كما لم يبل قط حتى عاد بجيشه سالما مما انقذ شرف السرية التى لو أبيدت لكانت مدعاة للسخرية والاستهانة بدلًا من الهيبة والتأديب.

وعند عودتهم استقبلهم المسلمون بالاستنكار ومناداتهم بالفرار الفرار إلى ان أخذ الرسول بأيديهم وناداهم بالكرار الكرار واطلق على خالد منذ الحين سيف الله،  فتقدير الرسول هو تقدير الخبير للجوهر النفيس فى معدنه الخفوت غير مصنوع ولا مصقول، فتقدير النبى له بقدره الصحيح آية على عرفانه الشامل بخصائص النفوس وسبره العميق لأغوار الطبائع والأفكار، فعرف أقصى مستطاعه قبل ان يظهر من مستطاعه كثير وسماه سيف الله وهو عائد من معركة استقبل المسلمون العائدون منها بحث التراب فى وجوههم وينعتونهم بالفرار.

ولكن الرسول أخذ بأيديهم ونعتهم بالكرار، فالقادة يكرمون وهم منتصرون وظافرون، أما تكريم خالد فعائد إلى العين الملهمة البصيرة التى رأت قدراته قبل تألقها بالعديد من السنين، فإنما هو البصر العلوى الذى يلمح هذه القدرة فى معدنها حيث اطلق عليه سيف الله وهو لم يزل فى غمده لم يشهر بعد.

ولا يفوتنا عند الحديث عن المقاتلين شديدى البأس والقوة فى الاسلام مثال خالد وحمزة وعمر وعلى والقعقاع ان نذكر رسول الله الذى يفوقهم فى القوة والشجاعة، فعن على ذكر انه اذا حمى البأس واشتد وطيس المعركة كنا نحرص على الاحتذاء به ولكنه كان اقرب إلى مقاتله منا إليه، فكان حرصه على الالتحام بعدوه اكبر من حرصنا على الاحتذاء به، وذلك دليل شجاعته وقوته التى يستمدها من حماسة القلب وقوة العقيدة أضعاف ما يستمدها من قوة العضلات وصلابة الجسد.

---------------

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة