عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بعد مرور خمسة أشهر على بدء انتشار وتفشى فيروس كورونا، أصبح العالم كله فى حالة تخبط وفوضى، أكثر من أى وقت مضى، خصوصًا مع تخطى حالات الإصابة حاجز الـ3.5 مليون إنسان، ووفاة أكثر من 250 ألف شخص حول العالم.

العالم كله بات تحت الحصار «طوعًا أو كرهًا»، بانتظار «اكتشاف علمي» أو حتى «فرج غيبي»، بعد ما أحدثه الوباء من تغييرات جوهرية على الحياة، سواء فى علاقة الإنسان بنفسه أو بمحيطه، أو مع دينه، أو بالطب والطبيعة معًا!

ورغم أن البشرية تمر بمرحلة شديدة التعقيد، هى الأصعب منذ عقود طويلة، إلا أن الجميع بلا استثناء باتوا منكبين على محاولة فهم وتفسير الجائحة، من دون تهوين، أو تهويل، أو قفز نحو المجهول.

المشهد «الكوروني» أصاب العالم بالرعب والصدمة، خصوصًا فى الدول المعروفة بتقدمها العلمى والتكنولوجى كالصين وأمريكا وألمانيا واليابان وإيطاليا وفرنسا، والتى لم تستطع التنبؤ بهذا الفيروس، كما حدث خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضى مع «سارس» و«إنفلونزا الطيور» و«إيبولا».

نتصور أن الوصول إلى إيجاد دواء ناجع وفعال، يبدد القلق المتزايد، ويمنع الوباء اللعين من الفتك بالأرواح، ليس سوى مسألة وقت.. وإلى حين تحقيق ذلك، ليس بوسعنا سوى الوقاية ومراقبة الفيروس ومحاولة كبح انتشاره، وفقًا لما هو متاح.

ورغم الصورة البائسة التى عليها العالم، إلا أننا لن نفقد الأمل، خصوصًا فى ظل بحوث تُجرى فى مختلف أنحاء الدنيا، على أكثر من 150 عقارًا مقترحًا، مُعظمها أدوية موجودة سابقًا يتم تطويرها وتجربتها حاليًا.

ولعل موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرًا على استخدام عقار «ريمديسيفير» لعلاج المصابين بفيروس كورونا فى حالات الطوارئ، يُعطى بارقة أمل حقيقية.

وهناك شئ إيجابى آخر، برز خلال الفترة الماضية، حيث يبذل باحثون جهودًا حثيثة للتصدى لكورونا وكبح انتشاره حول العالم، من خلال الاستعانة بنماذج محاكاة حاسوبية معقدة لمتابعة أنماط انتشار الفيروس والتنبؤ بها، فيما يعكف علماء الفيروسات على تطوير لقاح جديد باستخدام أساليب التعديل الجيني.. وفى الوقت ذاته تُجرى أبحاث على عقاقير لعلاج المصابين بالفيروس.

ورغم هذا التفاؤل، يبقى السباق محمومًا ومستمرًا على لقاح كورونا، بين جشع الربح وصحة البشرية، حيث تعمل شركات الأدوية العملاقة فى العالم تحت ضغوط كبيرة لتطوير اللقاح، لكن ذلك قد يُخفى معركة ضارية على الربح، من دون أى اعتبار لصحة مئات الملايين من البشر!

كثير من العلماء البارزين يرجحون أن ثمانية عشر شهرًا هى الأفق الزمنى المحتمل للعودة إلى حياة طبيعية بالكامل، خالية من كمامات الوجه والأرقام التصاعدية للمصابين والوفيات وتحليلات علماء الفيروسات.

إذن، التوصل إلى علاج، ليس سوى مسألة وقت فقط، وفى لحظة ما سيكون اللقاح المطلوب متوفرًا، لكن السؤال هو أى بلد سيكون السبَّاق إلى الحصول عليه، خصوصًا أن صحة الملايين حول العالم بين أيدى أربعة من كبار منتجى اللقاحات، وعدد من شركات التكنولوجيا الحيوية.

أخيرًا.. نشير إلى ما حدث قبل أكثر من 10 سنوات، مع لقاح إنفلوانزا الخنازير، حين اشترت الدول الغنية جميع اللقاحات المتوفرة بالأسواق، فى مشهد فج يجسد الأنانية المفرطة.. ولذلك نقول: ما أكثر دروس «كورونا» القاسية والموجعة، فهل يتعظ العالم، ويتحلى بإنسانيته ولو لمرة واحدة؟!

[email protected]