رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا أصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية حزينة على الأرمن الذين راحوا ضحية الأتراك زمان، إلى حد أن يخرج آدم شيف رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب الأمريكى، فيغرد بما معناه أن ذكرى مذابح الأرمن لن تمر فى هذا العام كما مرت من قبل.. فالجديد فى هذه السنة، حسب كلامه، أن الكونجرس سيعترف رسميًا بالإبادة الجماعية التى وقعت فى حق مليون ونصف المليون أرمنى!

والحكاية معروفة ومشهورة تاريخيًا، وعمرها بلغ مائة وخمس سنوات، وكانت بالتحديد فى الرابع والعشرين من أبريل ١٩١٥، عندما سقط هذا العدد من الأرمن على يد القوات التركية فى أجواء الحرب العالمية الأولى.. ومن يومها تنكر تركيا أن يكون الضحايا سقطوا على يديها، بينما الأرمن من ناحيتهم يؤكدون المذابح التى وقعت فى حقهم، ويحاولون إحياء ذكراها فى موعدها من كل سنة!

ولا يوجد شيء يثير جنون أردوغان قدر ما يثيره أن تتكلم أى دولة عن المذابح باعتبارها حقيقة تاريخية، وباعتبارها من الجرائم الكبرى التى على أنقرة أن تعترف بها وتعتذر عنها!.. يصاب الرئيس التركى بالجنون الحقيقى، كلما راحت أى عاصمة تلوّح فى وجهه بما لحق بالأرمن على يد أجداده زمان!

وليست واشنطون أولى العواصم ولا آخرها فى هذا الطريق، ولكنها العاصمة الأقوى فى العالم، كما أنها لا تثير القضية لوجه الله، ولا حبًا فى الضحايا الأبرياء، ولا من أجل سواد عين كل أرمنى قضى فى المذابح التى تحولت إلى ورقة سياسية فى يد العاصمة الأمريكية وفى يد غيرها!

إن التاريخ يقول إن المذابح كانت واقعًا عاشه الأرمن فى وقته وعانوا منه طويلًا، ويقول التاريخ أيضاً إن يد اردوغان ملطخة بدم أولئك الضحايا، ليس لأنه عاشها بالطبع، ولا لأنه شارك فيها، ولكن لأنه يعرف أنها وقعت، وأنها ليست من أعمال الخيال، ومع ذلك فهو ينكرها على الدوام، ويتعامل معها بمنطق أن الإنكار هو خير وسيلة للدفاع!

وعلى الجانب الآخر لا تعود العاصمة الأمريكية لإثارة الموضوع من جديد هذه المرة، إلا لغرض فى نفس يعقوب كما يقال فى الحالات المشابهة.. فالمؤكد أن هناك شيئًا لا نعرفه وراء إثارة الملف أمريكيًا بقوة على هذه الصورة المفاجئة، والمؤكد أن الملف سوف يتم إغلاقه أمريكيًا أيضاً، عندما تتخذ تركيا من المواقف السياسية ما تريده منها إدارة الرئيس دونالد ترامب!

هذا هو الإطار العام الذى تتحرك فيه ورقة الأرمن من يد إلى يد بين دول كثيرة.. لا أكثر من ذلك ولا أقل!