رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

 

ما أجمل الأيام العادية.. وما أروع الأيام المملة.. الأيام المكررة التى كنا نتململ منها.. متى تعود ؟.. متى ترجع لنا أيام كنا نحسبها مثل التى قبلها لا شيء فيها جديد؟.. وكنا نشكو أإنها معادة و«اللى نبات فيه نصحى فيه».. فجأة اكتشفنا بعد كورونا، وفى ظل غموض مستقبل البشرية كلها أن عدم وجود شيء جديد هو أجمل شيء.. وأن «الأيام اللى شبه بعض» هى نعمة لم نكن نعرف عظمتها.. ولا قيمتها!

هل هناك أجمل من أن تصحو مبكراً وتوصل أولادك إلى مدارسهم وتروح الشغل بعربيتك أو بالميكروباص أو المترو.. وتسمع من اللى جنبك نكتة وترد عليه بقفشة وتضحكان من قلبكما وتضربان كفاً بكف.. من غير خوف من أن أحدكما يمكن أن ينقل العدوى للآخر.. متى ترجع هذه الأيام العادية المملة؟

الله يرحمك يا أمى أول مرة أشعر بقيمة ومعنى دعائك.. ربنا يديك راحة البال وهدوان السر.. والعالم كله يتمنى راحة البال فى يوم عادي، ويرجو من الله هدوان السر فى حياة بسيطة بلا مفاجآت! 

دائما.. كان لدى شعور غامض بأن الأرض ستواجه حدثاً هاماً، وكارثياً.. ولن تستمر على أحوالها.. وكان كل خبر أقرأه عن جبروت الإنسان على الأرض يزيد قلقى أكثر وكل تفجير نووى أو إنجاز علمى من نوع الاستنساخ، وتخليق خلايا لأجهزة الإنسان.. تزداد معها الشكوك.. وكل رحلة فضاء، وحتى مع ارتفاع ناطحات السحاب إلى أرقام مهولة، وبناء سفن عملاقة بحجم مدن تجوب البحار والمحيطات.. وكل الأخبار التى من هذه النوعية وتعكس محاولات الإنسان للسيطرة على كل شيء فى الكون.. فى السياسة والاقتصاد والعلم و.. و.. و.. وإصراره على الاستغلال المتوحش للثروات الطبيعية، والاستحواذ المفرط على ما فوق الأرض وباطنها..!

وهذا غير ما جرى من ظلم، واستبداد، واستيلاء دول على دول، وشعوب على شعوب.. واستباحة الدماء وانتهاك الأعراض.. ومهانة البشر للبشر.. وإذلال شعوب بأكملها وتحويلها إلى متسولين ولاجئين.. كل ذلك كان كثيراً، على ما أعتقد، على استيعاب الطبيعة له، وكان لا بد من شيء فتاك يردع هذا الإنسان.. بنيزك قادم من الفضاء، أو بانهيار مفاجئ فى الغلاف الجوى يفرغ الأرض من الأوكسجين.. أو اختلال فى الجاذبية يجعلها أشبه بكرة تتقاذفها الرياح فى الفضاء الوسيع اللانهائي.. ونتناثر فى الفضاء مثل البعوض أو يضغط رئيس دولة أحمق ومتهور ممن يمتلكون الرؤوس النووية عن طريق الخطأ أو عن عمد، ويحولنا جميعاً الى كومة رماد.. ولكن لم أتصور أبدا أن يواجه الإنسان بشيء أقل من كل ذلك بل وتافه لا يرى بالعين المجردة.. وكأنها رسالة لبدء العد التنازلى لانقراضه مثل الديناصورات!

قد كانت الديناصورات مثل الإنسان.. تصورت أنها سيطرت على مملكة الأرض.. تقتل بشراسة بعضها البعض، وتأكل بتوحش لحوم بعضها البعض، ولحوم غيرها من الحيوانات الأخرى.. وفجأة انقرضت ولا نعرف لماذا حتى الآن.. فهل الإنسان سيواجه نفس المصير.. ولا نعرف كذلك لماذا؟

[email protected]