رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

باختصار

 

بقدر ما لهذا الوباء من مخاطر وما أحدثه من فزع، فله أوجه كثيرة كنا قد نسيناها أو تغافلنا عنها..كورونا ليس كله شراً..كورونا ذكرنا بالكثير مما نسينا..كورونا وحد علماء وباحثين العالم على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ودياناتهم ومعتقداتهم لايجاد مصل أو دواء ينقذ البشرية من هذا الوباء..كورونا حطم الكثير من النظريات وأسقط العديد من المعتقدات..كورونا هزم أكبر وأعتى الدول فى الغنى والتقدم..كورونا الفيروس المجهرى لسان حاله يقول ما أضعفكم بنى البشر.

إن مثل هذا البلاء آية سماوية تهدف إلى التذكير والعظة فجاء فى سورة الإسراء ؛ (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)، يخاف العاصى فيتوب ويخاف المؤمن فيزاد إيمانه ويقينه..

كورونا أعاد لنا أو أعادنا إلى فضيلة حثتنا عليها كل الشرائع السماوية ألا وهى التراحم..

لا بد للمسلم فى زمن المصائب والشدائد والفتن أن يتنازل عن حظوظ نفسه، ومصالحة الشخصية، من أجل مصلحة العامة، قال رسولنا الرحيم -صلى الله عليه وسلم-: «صنائع المعروف تقى مصارع السوء، والآفات والهلكات، وأهل المعروف فى الدنيا، هم أهل المعروف فى الآخرة» (صححه الألبانى فى صحيح الجامع).

هذا عثمان بن عفان -رضى الله عنه- فى عام الرمادة، وقد اشتد بالمسلمين الفقر والجوع، بسبب القحط، جاءت تجارته من الشام بألف بعير محملة بالتمر والزيت، والزبيب، فجاءه تجار المدينة، وقالوا له: تبيعنا ونزيدك الدرهم درهمين؟ فقال عثمان بن عفان -رضى الله عنه- لهم: لقد بعتها بأكثر من هذا، فقالوا: نزيدك الدرهم بخمسة؟ فقال لهم عثمان -رضى الله عنه-: لقد زادنى غيركم الدرهم بعشرة، فقالوا له: فمن الذى زادك؟ وليس فى المدينة تجار غيرنا؟ فقال لهم عثمان -رضى الله عنه-: لقد بعتها لله ولرسوله، فهى لفقراء المسلمين.

وحثت المسيحية على التراحم فما جاء فى رسائل القديس بولس لأهل غلاطية -غلاطية هى منطقة قديمة تقع فى وسط الأناضول بتركيا بين نهرى هاليس (قيزيل إرماك اليوم) وسانجاريوس (فى صقاريا)-

لا تتوقف عن مساعدة الآخرين، فَلاَ نَفْشَلْ (نتعب) فِى عَمَلِ الْخَيْرِ (مساعدة الآخرين) لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِى وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. غلاطية 9/6.

فما نشاهده الآن من جشع وانتهازية من البعض وما أكثرهم شىء يدعو إلى الحزن والحسرة.. أفلا يتدبرون. عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان.. تذكروا أن خير الناس عند الله وأحبهم اليه أنفعهم للناس.. تراحموا فيما بينكم.

ارتفاع أسعار السلع ليس له مبرر.. استغلال المصنعين خاصة مصنعى المستلزمات الطبية ومواد التعقيم سبة فى وجه الجميع مصنعين وموزعين وصيادلة.

تطبيق المرسوم بقانون رقم ١٦٣ لسنة ١٩٥٠ الخاص بشئون التسعير الجبرى، وتحديد قوائم أسعار بيع جملة وقطاعى للمستلزمات الطبية والخضر والفاكهة أصبح ضرورة.

تطبيق قرار وزير التموين رقم رقم 217 لسنة 2017، أن تلتزم كافة الجهات والشركات المنتجة والمستوردة «لمنتجات تعبأ محلياً» والمصنعة والمعبأة والموردة للسلع الغذائية بتدوين «سعر البيع للمستهلك» على كل عبوة، وذلك باللغة العربية وبخط واضح لا يقبل الإزالة والمحو، بالإضافة إلى كافة البيانات الأخرى الواردة بالقرارات الوزارية المنظمة، ومنها القرار الوزارى رقم 107 لسنة 1994م حان الوقت لتنفيذه.

للدولة الحق فى ظل هذه الظروف الاستثنائية التى نعيشها، تطبيق قانون الطوارئ على المخالفين وتحويلهم لمحاكم أمن الدولة طوارئ ليكون رادعاً لأمثال هؤلاء.. فهل من مجيب؟

 

[email protected]