رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

باختصار

حينما تولى عمرو بن العاص حكم بلاد الشام بعد أن مات من سبقوه بالطاعون خطب فى الناس قائلا: الوباء كالنار وأنتم وقودها.. تفرقوا حتى لا تجد ما يشعلها فتنطفئ، فلما سمعوا نجوا جميعا ورفع الله البلاء.

العلماء يحذرون ليل نهار من الاختلاط ففيه بلاء وهلاك وفقدان من نحب، فخلط السياسة بسلامة المواطنين خلط ما لا يجب خلطه.

اليوم حان وقت الإيمان بقدرة الله وعزيمة المصريين على محاصرة الوباء وهزيمته.. ما قالته وزيرة الصحة من صعوبة تتبع الإصابات وحصرها بعد الوصول للحالة ألف تصريح له دلالته ومغزاه.. علينا أن ندرك ما قالته الوزيرة فهى الأدرى بإمكانات وقدرات منشآتها الصحية وأطقمها الطبية.. الحالة ألف هو رقم متواضع جدا إذا نظرنا إلى الوضع من حولنا.. الرقم ألف يدل على محدودية إمكاناتنا وقدرتنا على مواجهة الأزمة.. علينا أن نكون العون والسند فى ظل هذه القدرة المحدودة لمجابهة الوباء.

القرارات التى اتخذتها الدولة مؤخرا يجب أن نلتزم بها إذا كنا نريد لأنفسنا وأهلينا وبلدنا السلامة.. القرارات مدلولها أن الدولة قد استشعرت أن معدلات الإصابة قد اتخذت مسارا يرجح احتمالات حدوث التصاعد فى الإصابات، وما يتبعه من الانزلاق إلى المراحل المتتابعة التالية، التى تنتهى -لا قدر الله- بلحظة الانفجار فى معدل الإصابة، والانهيار فى الرعاية، ثم التفكك بالنظام الصحى برمته.

يجب ألا نتعاطى مع الفوضى التى عمت وسائل التواصل الاجتماعى.. حان الوقت لتشكيل لجنة قومية لمكافحة فيروس كورونا على شاكلة اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية والتى استطاعت أن تحقق نتائج وإنجازات تحدث عنها القاصى والدانى.

بلغنا نهاية مرحلة التوعية بأسباب المرض، وطرق الوقاية، هى الجانب المسيطر وحده لمخاطبة المواطنين.. أصبح من المتعين علينا المسارعة ـ اليوم وليس غدا ـ أن نهيئ الفرصة لإدماج جهود الجميع، فرادى وجماعات، لتدعيم قدرة النظام الصحى على المواجهة، والعمل على تفادى، أو على الأقل إبطاء الوصول إلى وضعية «الانفجار فى معدلات الإصابة، والانهيار فى الرعاية» على غرار ما هو حاصل حاليا فى العديد من الدول الغربية التى كانت تتباهى بقدرة وقوة أنظمتها الصحية.

هذا التغيير النوعى مطلوب على الفور من اليوم، وعلى الدولة أن تلجأ فى ذلك إلى مزيج من المحتوى الحى الجاد، القابل للتوظيف الميدانى على مدار اللحظة، بما يتضمنه من بيانات ومعلومات محدثة، متدفقة، تغطى الجانب المؤسسى والإدارى والاقتصادى والعملياتى على الأرض، ليتحول الجميع دون استثناء إلى شركاء فى المواجهة، لا مجرد متلقين للتعليمات والإرشادات.

علينا أن نغير خطابنا الإعلامى القاصر على التوعية والنظافة والكحول والكمامة وغسل اليدين عند الدخول للمنزل، وعدد المصابين والوفيات، علينا أن ننتقل إلى الإعلام العلمى المحترف الذى يحول الجمهور إلى مشارك فى الحملة لا متلقٍ فقط لنصائح وإرشادات.. علينا أن ندمج الشعب كل الشعب فى المواجهة وكيفية التعامل مع تطورات الأزمة حال تصاعدها.

على الجميع أن يؤدى دوره فهذه مرحلة حاسمة فى تاريخ الشعوب.

 يا معشر التجار لن أجد ما أقوله لكم أفضل مما قاله رسولنا الكريم أن «التجار يبعثون يوم ‏القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبر وصدق».

علينا أن نلتزم ونلزم منازلنا وندعو الله أن يرفع عنا البلاء.. ليس أمامنا سوى الأخذ بالأسباب والتضرع واللجوء إلى الله بالدعاء.. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم إنا نستغيث بك فأعثنا، اللهم نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا.

 خليك فى البيت فالتزامنا سيكون سببا للنجاة.. لسه الأمانى ممكنة.

[email protected]