عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول الله تعالى فى محكم آياته «يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب» صدق الله العظيم سورة الحج: 73

يا لها من طلاقة قدرة الله، فإذا كان هذا الأمر فى شيء  من خلق  الله الذى نراه وهو الذباب فكيف تكون طلاقة القدرة فى شيء لا نراه وأزعج البشرية جمعاء إنه هذا الفيروس الضعيف الذى سمى «كورونا» فسبحان الله ضعف الطالب وهو الإنسان وضعف المطلوب وهو محاولة السيطرة على هذا الفيروس الضعيف.

ورغم ضعف هذا الفيروس إلا أنه لم يكن فيروساً عنصرياً فقد استهدف الإنسان ولم يفرق بين شرقى وغربى وشمالى وجنوبى وأبيض وأسود وتخطى كل سياج صنعه البشر ليحتمى وراءه سواء كان سياجا جغرافياً أو عشائرياً أو عقائدياً وظن البشر أن تلك السياجات والجدر حامية للبشر، ولكن الواقع الذى نراه أمامنا أنها ليست حامية وإنما الحماية تأتى من الاتحاد والتعاون والمحبة والعدل وعدم الظلم والجور؛ لذا فقد هرع العالم كله شرقه وغربه وشماله وجنوبه وتخطى الحدود  الجغرافية  وتخطى كل السياجات والجدر التى صنعها بنفسه وذلك لكى يحارب هذا الفيروس الضعيف متعاونا مع بعضه البعض وهكذا تتحقق حكمة قول الله تعالى «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» سورة الحجرات: 13، نعم لتعارفوا وتعاونوا وليس لتناحروا.

إنها حكمة الله الذى ألّف هذه القلوب وهى شتى؛ لكى تقف صفاً واحداً أمام هذا الفيروس الضعيف اللعين «لو أنفقت ما فى الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم إنه عزيز حكيم» سورة الأنفال «63».

ولعلنا نأخذ العبرة من هذا الفيروس الضعيف فقد هاجم البشر جميعاً ولم يكن عنصرياً ولم يفرق بين جنس وآخر أو عقيدة وأخرى ولكنه تخطى الحدود وتخطى كل السياجات والجدر وكذلك نأخذ العبرة فى توحد البشر جميعاً لمواجهة هذا الفيروس الضعيف عندما استشعر الجميع بالخطر؛ فليتنا نتحد جميعاً بنو البشر لمواجهة فيروس الفقر والمرض والظلم وأن نحقق لمجتمعاتنا الوفرة والصحة والعدل متحدين غير متنافرين متعاونين غير متضادين فالحماية ليست فى السياجات والجدر العنصرية أو الجغرافية التى يصنعها البعض ظناً منه أنها حامية له فلا عاصم من أمر الله والواقع الذى نراه أمامنا أن الحماية لا تأتى إلا بالتعاون  والمحبة والعدل وعدم الظلم والجور.

وهذا الفيروس الضعيف قد حطم تلك الحصون والسياجات والجدر سواء كانت عنصرية أو جغرافية أو عقائدية وذهب إلى كل إنسان فى عقر داره لكى يواجه مصيره بنفسه إلا أن اتحاد البشر جميعاً بعد توفيق الله تعالى سوف ينتصر على هذا الفيروس الضعيف اللعين.

فليتنا نتعلم من كورونا فلم يكن عنصرياً واستطاع رغم ضعفه أن يخترق كل السياجات والجدر التى صنعها البشر،إنها طلاقة القدرة لله سبحانه وتعالى والسياج الحقيقى هو سياج العدل والمحبة والتعاون.