عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

منذ وفاة معجزة القرن الحادى والعشرين، عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج فى 2018، وما أعقبها من جدل عقيم، شهدنا انقسام «المسلمين»، حول إمكانية دخوله الجنة!

بين فترة وأخرى، نشهد انقسامًا واضحًا بين تيارين، حول شخصية ذى قيمة علمية، الأول يدعو له بالرحمة ويتنبأ بدخوله الجنة نتيجة أفعاله وعلومه التى تخدم البشرية، والآخر يرى أن الدعوة له بالرحمة معصية، وأنه سيدخل النار لا محالة، لأنه ملحد وغير مؤمن بوجود الله، وأن علمه ونظرياته لن تنفعه يوم القيامة!!

مؤخرًا خرج علينا بعض «الأدعياء المتحذلقين»، يتناولون شخصية طبية عالمية مرموقة، سخَّرت نفسها لتخفيف آلام الناس، وعلاج «الغلابة بالمجان»، قائلين إنه لن ينفعه مثقال ذرة عند الله، حيث إن الجنة للمسلمين فقط!

هؤلاء ذهبوا بعيدًا بالقول إنْ مات على النصرانية ولم يدخل الإسلام فهو فى النار، ولا تنفعه أعمال الخير للمرضى فى الخروج منها، لأنه بحسب ادعاءاتهم قد أساء إلى ربه ومولاه برفضه الدخول فى الإسلام!!

نعتقد أن كلام هؤلاء يمثل وجهة نظر أكثر تداولًا بين العموم، لكن ما لا يمكن إنكاره أن هناك رأيا آخر فى تلك المسألة، يناقض السائد والمنتشر، له مرتكزات من النقل والعقل يستند عليها فى إثبات وجاهته وصوابيته.

لعله من الفهم القاصر والسطحى للإسلام، أن يروج البعض لفكرة أن الطريق إلى السماء حكر على نفر من الناس، بل إنه من الإساءة إلى عدل الله أن يعلن كائنًا من كان أنه يمتلك مفاتيح الجنة والنار.

إن المصير الأخروى بالنسبة لكثير من «المغالين»، يشكل أحد أهم مفاصل حركتهم ومنطلقاتهم، بل الأكثر خطورة فى أيديولوجيتهم الفكرية والعقدية، فهم يدَّعون احتكار الحقيقة التى من خلالها يُحَدَّد مصير الإنسان فى الآخرة!

إذًا، الحديث عن الغيبيات هو الأكثر تداولًا فيما بينهم، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك، بتحديد من سيدخل الجنة أو النار، وكأن الله تعالى أعطاهم صكوك الغفران ومفاتيح الجِنان، وبذلك يتحقق المصير الأخروى بالانتماء إليهم وعدم مخالفتهم!

نحن موقنون بأن الله تعالى أعظم من أن يوكل مصير خلقه إلى خلقه، أو ربط ذلك بمزاجية فئة من الناس، فهو سبحانه الحكيم العادل، الذى لا يظلم مثقال ذرة، وأن عمل الإنسان الصالح وتوحيده وإيمانه هو ما يحتاجه يوم القيامة.

نتصور أن ميزان الحكم الأخروى، يحتكم إلى مرتكزات أساسية، أهمها الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، ولذلك لا يستطيع هؤلاء أن يأخذوا دور الخالق سبحانه فى تحديد المصائر، حتى وإن اختلفوا معهم فى الدين، فأجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

للأسف الشديد، كثير من المسلمين لم يكونوا خير سفراء لدينهم، ولم يمثِّلوا نبيَّهم خير تمثيل، بل عكسوا لغيرهم، ما يخالف حقيقة الإسلام المحمَّدى.. دين الرحمة والإنسانية وحقوق الإنسان واحترام العقل.

إن مسألة إعطاء ومنح صكوك الجنة والنار على مَن يختلفون معنا فى الدين، ليست سوى وساوس شيطانية قد تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، وما ينطق به البعض من أحكام، يمثل دليلًا على جهلهم وعدم فهمهم الإسلام بشكلٍ صحيح.

أخيرًا.. كثير من المسلمين الذين يدَّعون العلم، يتبارزون بالنصوص أحيانًا، وبالتأويل فى كل حين، حتى أخذتهم العزة بالإثم، ولذلك لا يمكنهم التنازل عما ورثوه.. لكن دين الله واحد، وإن تعددت رسالات الأنبياء.

[email protected]