رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لأن الإشاعة قد تنطلق على شكل نكتة أو طرفة مرسومة أو مسموعة أو من خلال «بوستات» مواقع التواصل الاجتماعى، فقد باتت لدينا جماعات أراهم فى أحيان كثيرة قد تم توظيفهم لترويج أشكال نقدية تتسلل بنعومة وطرافة إلى صفحاتنا، وليس مهمًا أن تكون الإشاعة مرتبة ومحكمة، ولكنها فى بعض الأحيان قد تنطلق على هيئة صياغات كوميدية أو قفشات ساخرة لصناعة وصياغة مواقف فى غير صالح التوجه العام للإصلاح والتطوير والتنمية، وهنا الفكاهة والنكتة تؤدى الغرض الذى يريده أهل الشر المتآمر بطريقة تبدو لطيفة متضمنة طابع التشويق والإثارة، ويرتاح لها السامع والمتحدث ولا يعترض عليها فى كل أحواله، بل يتحمس لنشرها (تشييرها) لترسخ فى الذهنية العامة ما من شأنه تحقيق أهداف معادية للصالح العام، ولا ينساها مُتلقيها بسهولة، وبهذا تكون آثارها قوية ومستمرة وتكون أيضًا المصدر المتجدد لنكات أخرى، فالنكتة السياسية إذًا كما أشار (هانس يوخيم كام) تمثل مقاومة ما بكل أنواعها، فهى أى النكات كأسلوب لنقل التقولات والإشاعة تبتغى التنديد بالمستهدف بالنكتة وجعله أضحوكة وبواسطتها تتم تعرية جزئية لقوة الشخص الهدف، فتنقص من هيبته وتقلل من قدر مكانته الفكرية والاجتماعية.

ومن أقدم الشواهد وأكثرها سطوعًا على استخدام سلاح النكتة بوصفها أسلوبًا من أساليب الإشاعات للإطاحة برموز مستهدفة على سبيل المثال يذكر التاريخ الكثير من النكات التى أطلقها المصريون لإظهار المعارضة للحاكم بأمر الله الفاطمى الذى كان شديد المحافظة إلى حد أن هذه النزعة طغت على الحريات الشخصية، فمنع النساء من التجول فى الأسواق، وحرم الخليفة أكل الملوخية، وكذلك ما أشيع حول شخصية الوزير (بهاء الدين قراقوش) وهو من الشخصيات التاريخية الفذة التى طغت عليها صورة ساخرة افتعلتها يد أديب من الأدباء المعارضين له وهو (ابن مماتى) الذى ألف له كتابًا سماه (الفاشوش فى أحكام قراقوش) استطاع بواسطته مسخ شخصية الوزير قراقوش بالشكل الساخر الذى نعرفه عنه الآن.

وقد شهدت التجارب المعاصرة وبالذات أحداث العدوان الثلاثى عام 1956، صورًا متعددة للمحاولات الاستعمارية لمسخ الصورة القومية لقيادة ناصر سواء بابتكار نكات جديدة أو باستعمال نكات عرفتها الحروب العالمية السابقة مع بعض التحوير فيها..

لقد سخر المصريون من جبن عساكر الحلفاء أمام الجيوش الألمانية فيقول أحدهم للآخر:

هم ليه الألمان مشغولين بتنظيف دباباتهم؟

أصل الإنجليز ما يحبوش القذارة.

أخيرًا، لدى أمل أن تهتم الدولة والمؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدنى بإنشاء مراكز بحثية للتعامل مع ظاهرة تزايد إنتاج الشائعات المضللة والمفسدة لكل جهود التنمية للدراسة لتلك الحالة من الجوانب النفسية والاجتماعية والسياسية عبر وسائط «التفاصل» كما أطلق عليها الكاتب الكبير «عماد الغزالى» رئيس تحرير جريدة القاهرة ويقصد بالطبع التواصل الاجتماعى، ولدعم الجهود لتنمية الوعى لدى الجماهير لامتلاك ناصية القدرة على الفرز بين المضلل والصادق من الأخبار أو النكات.. وحفظ الله مصر.

[email protected]