عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يؤكد علماء التاريخ أهمية دراسة التاريخ بهدف إنعاش ذاكرة الأمة، لأن الأمة التى ليس لديها وعي بذاتها، ولا تستوعب دروس التاريخ يستحيل عليها أن تعرف السبيل إلى التقدم.. ودول العالم المتقدمة تدرك هذه الحقيقة لذا كان اهتمامها بتدريس تاريخها القومى فى المدارس والجامعات، ولابد من مراجعة كتب التاريخ وإعادة كتابته بأسلوب يتسم بالعمق والموضوعية والتشويق، ويعتمد على الفهم والإدراك العميق لا على الحفظ والتلقين، تاريخ لا يخضع للتغيير أو التشويه من أية قوة خارجية لأنه يمثل جذورنا وهويتنا الوطنية، حتى نتمكن من بناء الأجيال الجديدة معرفياً وثقافياً وتاريخيًا.

يؤكد المؤرخون فى مصر والعالم العربى ضرورة الاهتمام ليس فقط بدراسة التاريخ، وإنما أيضًا العناية بتحقيق التراث المحفوظ فى المخطوطات العربية الموجودة فى مكتبات العالم الشهيرة، والتى تكسب الباحث قدرات ومهارات يستفيد منها فى حياته العامة والخاصة، ومنها مهارة التفكير، وشحذ الحواس، والتعلم من أخطاء الماضى، وفحص الروايات المختلفة ونقدها، والاستقراء والاستنباط منها، كما أنها تكسب الإنسان فضائل خلقية كثيرة منها الصدق والجد والمثابرة، والدقة والشعور بالمسئولية والتجرد من الأهواء، مؤكدا صدق مقولة مؤرخ قديم عندما قال «من قرأ التاريخ فقد عاش الدهر كله...».

منذ عام 2010 والمؤرخ الكبير «قاسم عبده قاسم» يشير إلى قضية «التأليف» التاريخى لأطفال المدارس، حيث لا تزال هذه القضية تمثل إشكالية كبيرة، مستشهدًا بتجربته الخاصة فى هذا المجال عندما طلب منه أن يشترك فى «تأليف» كتاب خاص بوزراة التربية والتعليم، والإشراف على مراجعة آخر، وقد فوجئ «قاسم» بتدنى المحتوى العلمى والتاريخى الذى يقدم للطلاب، فقد وجد بأن الطالب لا يدرس أى شىء عن التاريخ حتى يصل للصف الرابع الابتدائى، كما وجد أن معظم الذين يقومون بتأليف الكتب الدراسية التاريخية للمرحلة الإعدادية على مدار الثلاث سنوات، ليس من بينهم من يحمل «ليسانس تاريخ»، وقد قام «قاسم» عام 2002 بكتابة دراسة حول هذا الموضوع تم نشرها فى مجلة «وجهات نظر» تحت عنوان «الدرس التاريخى» لتلاميذ المدارس فى مصر»، سارداً تجربته فى هذا المجال، حيث ظهر له فداحة الأمر حين وجد أن الدرس التاريخى فى المدارس تالف، وفى أقسام التاريخ بالجامعات من عدم، فلا يوجد بين خريجى الجامعة من درس تاريخ بلده، فى حين أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة توجد فيها العديد من المقررات عن «الحضارة العربية الإسلامية» كمقرر إلزامى لجميع طلبة الجامعة، فضلا عن دراسة «التاريخ العربى» كمقرر إلزامى لجميع طلبة الدراسات الاجتماعية والإنسانية، وهو ما يتوافر فى العديد من الجامعات العربية مثل الكويت وقطر والإمارات وغيرها من الدول التى توجد فيها مقررات دراسية عن «تاريخ الدولة وحضاراتها» كمنهج إلزامى على جميع الطلبة.. وقد طالب «قاسم» بإعادة النظر فى «تدريس التاريخ»، حيث إننا نمتلك أساتذة ينتمون إلى الجمعية التاريخية للدراسات المصرية، واتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، والذين تتوافر لديهم «خبرة» جيدة فى هذا المجال، إلى جانب القنوات التليفزيونية مقترحاُ العمل على التنسيق ما بين هذه الجهات المتخصصة.

وعليه، ونحن نكتب من منصة حزب تاريخى عتيد، نأمل أن يقود قيادات الحزب حملات علمية وثائقية للإصلاح وإعادة الكتابة لكل ما تم تشويهه فى تاريخنا، وحتى يرحمنا المولى من هؤلاء أصحاب القراءات التاريخية بعين واحدة!!!

[email protected]