رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

خلال العقود الأخيرة تعالت أصوات بعض الرويبضة المتاجرين بالدين، على منابر التكفير والتفسيق والتطرف والمغالاة، لزرع الفتن وخلق الفوضى، وتقديم صورة خشنة وعنيفة عن الإسلام.

فى مثل هذه الأيام المباركة من كل عام، نعيش حالة من الجدل العقيم حول ما يسمى «بدعة» إحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم «مُحَمَّد»، حيث يحاول بعض البلهاء «تصدير» مفاهيم الجهل، ونعت المحتفين بالجهل والضلالة.. وأحيانًا بالشرك!

هؤلاء الذين يُصَدِّرون صكوك الكفر على كل من يقيم الاحتفالات الدينية، خصوصًا المولد النبوى الشريف، يحاولون إضفاء نزعتهم المتطرفة على تعاليم الإسلام السمحة، لكنهم فى المقابل يحتفلون بالأعياد والمناسبات الوطنية، باعتبارها «أيام عبادة وشكر لله»!

نقول لهؤلاء: أفلا يستحق «مُحَمَّدٌ» الذى يمتلك إرثًا خالدًا ومتفردًا من العطاء والقيم النبيلة، وتجلَّت لديه صفات الكمال الإنساني، واجتمعت فيه فضائل التسامح، والخلق العظيم، والنفس الزكية، والمبادئ السامية.. أن نحتفى به؟!

أفلا يستحق «مُحَمَّدٌ» الرسول الأعظم، والنبى الأكرم، خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات ربى وسلامه عليه.. أعظم عظماء التاريخ، والإنسان النبيل الذى قهر الأهواء، وبلغ أسمى مقاييس العظمة البشرية، أن نحتفى به كل عام؟!

أفلا يستحق «مُحَمَّدٌ» النموذج المتفرد فى الصفات العالية والآداب الرفيعة ومكارم الأخلاق، الذى كان مولده نورًا أضاء جنبات الأرض بالتوحيد والهداية، فأرسله الله رحمة للعالمين، ليكون منارة للسائلين، وقدوة للمتقين.. أن نحتفى به دائمًا؟!

أفلا يستحق النبى «مُحَمَّدٌ» الذى كان مولده المبارك، يومًا مشهودًا فى تاريخ البشرية، وذكراه العطرة التى تركت أثرًا عظيمًا على الإنسانية حتى قيام الساعة.. أن يكون الاحتفاء بهذا اليوم العظيم، وفاءً بحبه، وتكريمًا له، واقتداءً به؟!

أفلا يستحق «مُحَمَّدٌ» الذى كان ميلاده مبعث حضارة ومجد أمة، حيث جمع الشمل وألَّف القلوب، وأقام صرح العدالة والمساواة، وحارب الظلم والفساد، وأوقد جذوة العلم والمعرفة، وحارب الجهل والضلال.. أن نقيم له الاحتفالات على مدار العام؟!

هذا الذى لم تنجب البشرية رجلًا مثله، ولم يعرف التاريخ شخصية اكتملت فيها كل الصفات العَلِيَّة.. شخصية أعطاها الله فى الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة، وجمال الصورة وقوة العقل، وصحة الفهم وفصاحة اللسان، وقوة الحواس والأعضاء، والأخلاق السامية.. أفلا يستحق أن يكون محور احتفالاتنا فى كل لحظة نحياها؟!

أفلا يستحق هذا المثال الكامل، والأعظم بلا منازع، لكل من يفهمون العبقرية وخصائصها، والذى اكتملت عنده معالم الدين، والعلم، والحلم، والصبر، والزهد، والشكر، والعدل، والتواضع، والعفو، والعفة، والجود، والشجاعة، والحياء، والمروءة، والسكينة، والوقار، والهيبة، وحسن المعاشرة.. أن يكون بؤرة حياتنا واهتماماتنا واحتفائنا كل ساعة؟!

أفلا يستحق «مُحَمَّدٌ» حبيب الرحمن، والرحمة المهداة إلى العالمين.. رجل المبادئ النبيلة، وصاحب الشفاعة، والسراج المنير... أن نحتفى بذكرى ولادته، وتفاصيل حياته التى أصبحت منهاجًا ونبراسًا للإنسانية وهى تتلمس طريقها نحو عالم الكمال والمثالية؟!

أفلا يستحق «مُحَمَّدٌ» النبى الخاتم، صاحب منهاج المحبة والمغفرة والصفح والتسامح، والشخصية المتفردة التى لم تعرف الغش والخداع أو التضليل والعدوان، والبعيدة عن الجمود والتعصب.. أن يكون يوم مولده ذكرى احتفالية متجددة للولاء والاتِّباع؟!

إن «مُحَمَّدًا»، هو فكرة عظيمة خالدة على مدار خمسة عشر قرنًا، وسيمتد أثرها ما بقى فى الأرض قرآنٌ، أو عاش مسلم مُوَحِّدٌ... أفلا يستحق من كان حبه فريضة واجبة، أن نحتفى به فى كل لحظة وحين، حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين؟!

[email protected]