رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مراجعات

يشهد العالم تطورًا متسارعًا فى أنواع الحروب، انتهاءً بالجيل الرابع، لكن «أسلحة الجيل الثالث» فرضت نفسها مؤخرًا، بعد أن أصبحنا نعيش فى زمن الطائرات من دون طيار «المُسَيَّرة أو «الدرون».

هذا السلاح المتطور الذى برز استخدامه خلال العامين الأخيرين، خصوصًا فى منطقة الشرق الأوسط يتمتع بقدرات فائقة تمكنه من استهداف المواقع العسكرية بدقة، وإحداث الفوضى فى صفوف «العدو».

ورغم أن استخدام هذه الطائرات منتشر على نطاق واسع «عسكريًا»، إلا أنها فى الأساس لها استخدامات أخرى فى العديد من الأعمال المدنية المفيدة.

لكن، ما يحدث من كثافة تحليق تلك الطائرات واستخداماتها فى الأعمال العسكرية «هجوميًا ودفاعيًا»، يفتح الباب أمام تحدٍ جديد، بشأن استخدامها من جانب تنظيمات، أو جماعات إرهابية لتنفيذ مخططاتها، خصوصًا أن لديها القدرة على ضرب أهدافها بكل بسهولة.

تلك الأسلحة «الرخيصة» قد تهدد الأمن والسلامة، لأنها أصبحت أصغر حجمًا وأقل تكلفة، وتشكل قوة فتاكة لا يستهان بها، حيث قد يتم تزويدها بأجهزة كاميرات أو قنابل.

نتصور أن هذا النوع من الأسلحة، والمستخدم حاليًا بكثافة، يجعل تفوقها واضحًا على الأخرى «التقليدية»، التى لن تستطيع الصمود أمام هجومها المفاجئ.. من جميع الجهات وفى اللحظة نفسها.

منذ فترة، تعمل أكثر من دولة عظمى على تطوير تكنولوجيا الطائرات المُسَيَّرة «الدرون»، للاستخدامات المدنية فى قطاعات التنمية كافة، أو فى الأعمال العسكرية والتجسس والاستطلاع.

إن كثافة استخدام ذلك الجيل من الطائرات بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، يثبت أنه سلاح المستقبل، ولذلك تحرص كثير من الدول على تطويره بشكل يحقق أهدافها العسكرية، خصوصًا «إسرائيل» التى تعد رائدة فى هذا المجال.

وفى المقابل كشفت إيران مؤخرًا عن طائرة قتالية جديدة مُسَيَّرة أسمتها «كيان»، تستطيع الطيران على ارتفاعات عالية ولمسافات بعيدة، مع قدرة سريعة ودقيقة على التصويب ومهام الاعتراض والاستطلاع.

لقد أصبحت سماء المنطقة، خلال الأشهر الماضية، ملبدة بغيوم الطائرات المُسَيَّرة، الموجهة من جانب الحوثيين ضد السعودية، والإمارات، ومن قبلها إسقاط طهران للطائرة الأمريكية جلوبال هوك «الأحدث فى العالم» فوق مضيق هرمز.

فى الأسبوع الماضى، أُسقطت طائرتان للكيان الصهيونى، إثر شَنِّه هجومًا فاشلًا على لبنان، بعد غاراته «المُسَيَّرة» على العراق وسورية، ما جعل كثيرًا من دول المنطقة مستهدفة بأسراب «الدرون» المفخخة.

لقد فرضت الطائرات المُسَيَّرة نفسها تدريجيًا على منظومات التسليح فى العالم، حيث شهدت تلك الصناعة تطورًا هائلًا، مع بروز دول جديدة مصنعة كالصين وروسيا وإيران، فى قطاع كان، حتى وقت قصير، حكرًا على «إسرائيل» والولايات المتحدة.

لعل خطورة هذا النوع من الأسلحة يكمن فى استغلاله لتنفيذ هجمات إرهابية واسعة النطاق، ولذلك فإن مهمة التصدى لمثل هذه الطائرات الصغيرة عالية التقنية أمر صعب للغاية، خصوصًا فى حال وقوع تلك التكنولوجيا بين أيدى جماعات وتنظيمات متطرفة، أو إجرامية.

الآن وبعد ما شهدناه من سباق محموم على تطوير وتكثيف استخدامات هذا الجيل المتطور من الأسلحة، يجب تقنين ووضع تشريعات لاستخدامات تلك الطائرات التى تشكل تهديدًا حقيقيًا وخطرًا أمنيًا محتملًا على المنشآت الحيوية «المدنية والعسكرية».

[email protected] com