رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يُقال دائما إن الجامعة هي الحصن والملاذ للعقل الإنساني، وهي بيت العلوم، وموقع التجريب والبحث والنشر العلمي، ومن قبل ومن بعد الحضن والحضّانة الأهم للتربية والصعود الإنساني بالأخلاق والقيم.. في الجامعة لابد من حماية المبادئ الرئيسية والقيم العامة للناس والمجتمع حتى يكون لوجودهم على الأرض دور في الاندماج مع عناصر المنظومة العلمية العالمية لتحقيق أمل تقدم الأمة والتنافس مع رُكاب حافلة التميز.

الآن السؤال الذي بات مطروحاً بقوة: لماذا تتزايد ظاهرة السرقات العلمية بهذا الشكل الذي يهدر كل محاولات السعي إلى تحقيق ما نتحدث عنه حول ضرورة الالتزام بالقيم والأعراف الجامعية، وبما تشكله تلك السرقات من رسم ملامح الشك والريبة حول مدى أعداد المدرسين والأساتذة في المعامل ومواقع الدرس والتعليم من الحاملين لشهادات الماجستير والدكتوراه المشكوك في نسبها العلمي الخالص لهم، وانعكاسات ذلك على مدى نجاح العملية التعليمية وتشكيل أنساق قيمية رفيعة وسامية داخل الحرم التعليمي..

قد يقول البعض إنه قبل الحديث عن مشاكل البحث العلمي وأبرزها ظاهرة السرقات العلمية علينا التوجه بقوة نحو تهيئة المناخ الملائم للبحث والتجريب وفرص اكتساب الخبرات.. لا بد من وجود مكتبات جامعية يتم تحديث محتوياتها وتيسير وسائل البحث والتعامل مع القائمين على تشغيلها وتزويدها بأحدث التقنيات في مجال تشغيل المكتبات.. أيضاً على الجامعات تيسير عملية ابتعاث أعضاء هيئة التدريس وزياراتهم لمراكز البحوث العالمية ومشاركتهم في المؤتمرات الهامة «بعيداً عن مؤتمرات الاسترزاق والبيزنس والتهريج العلمي».

وهنا أنا لا ألتمس الأعذار أو أبحث عن الأسباب لسارق البحث العلمي، ففي كل الأحوال لا يمكن أن نغتفر هذا السلوك المشين الذي يهدم مشروع البحث العلمي المصري بل والعمل الأكاديمي من الأساس.. إنما أردت أن تجد الأجيال القادمة من الباحثين المناخ الطيب المحفز على بذل أقصى الجهود بعيداً عن تثبيط الهمم الذي قد يدفع الكسالى لاختصار خطوات البحث والاستسهال في الاقتباس دون الإشارة للمراجع أو لصاحب الجهد العلمي الأصلي وصولاً لسرقات فصول وأبواب كاملة، وفي النهاية وفي أحيان كثيرة انتقال صورة واسم الباحث من صفحات التعليم والبحوث إلى صفحات الحوادث بعد تعرضه لمحاكمات تأديبية.

إن من يدعون أن ظاهرة السرقات العلمية لم تصل إلى حد توصيف أنها تشكل ظاهرة لا يدرون أن المشكلة لا تكمن في مدى زيادة أعداد من يمارسونها فقط، لأنها جريمة لها تبعات غاية في الخطورة بداية من انهيار القيم وسقوط القدوة، ووصولاً إلى وجود أساتذة تم ترقيتهم إلى مناصب ومراكز عليا دون تأهيل حقيقي وما يترتب على ذلك من ضعف علمي في صفوف أعضاء هيئة التدريس يؤثر على مستوى كفاءة طلبة وطالبات يقوم بتعليمهم نماذج من هؤلاء الخارجين على القيم والمبادئ الجامعية، ومع ذلك نطالع في الجرائد والمجلات السيارة ما يؤكد تكرار حوادث السرقات العلمية.

[email protected]