عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

 

 

انتهت بطولة الأمم الأفريقية بكل ما فيها من دروس وأفراح وأحزان ، ولكن يبقى السؤال الأهم هل حقا سنعمل على الاستفادة من علاج السلبيات وتنمية الايجابيات ؟

لقد رحل اتحاد الكرة وسط اتهامات عديدة رغم أنه هو الذى أعاد المنتخب لنهائيات بطولة الأمم الافريقية فى الجابون بعد غياب طويل وهو أيضا الذى أعاد الكرة المصرية إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 بغض النظر عن النتائج التى تحققت فى البطولة ، ولكن لا يملك أحد القدرة على إنكار هذه الانجازات .

لقد تم ذبح الاتحاد بعد توديع بطولة  الأمم الافريقية التى استضافتها مصر وأنا لا أعترض على الاستقالة أو الإقالة ، ولكننى هنا أسجل اعتراضى على كل ما تعانيه الرياضة من فوضى دون حساب أو رقيب .

منذ اعتماد قانون عبد العزيز والرياضة دخلت نفقًا مظلمًا وأصبحت مجالس إدارات الاندية والاتحادات أباطرة يفعلون ما يحلو لهم ، أصبحت المجالس اقوى وأكبر من القانون ، وتحولت أحكام المحكمة الرياضية إلى مجرد حبر على ورق لا تنفذ ولا يملك أصحاب الأحكام تنفيذها بل ان الالتفاف على القرارات المحصنة أصبحت طريق الجميع بتعاون مثمر بين المخطئ وصاحب القرار، بل إن مواجهة المخطئ أصبحت دربًا من دروب الخيال.

هل فكر أحد فى فشل الاندية المصرية على مدار سنوات عديدة فى اكتشاف مواهب قادرة على قيادتها ، هل من الممكن ان تتخيل أن الأهلى والزمالك المفترض أنهما أكبر الأندية العربية والأفريقية فشلا فى اكتشاف او إعداد نجوم تقود هجومها وأصبح المهاجم الاساسى لهما من المغرب فى الأهلى وليد أزارو وفى الزمالك خالد بو طيب ، كارثة بكل المقاييس.

هل من الممكن أن تتخيل أن مصر ليس بها لاعب قادر على أداء دور صانع اللعب ومنذ أزمة عبدالله السعيد مع الأهلى وتراجع مستواه والأهلى يعانى ولجأ من جديد إلى لاعبه المشاغب صالح جمعة لعل وعسى ، وأيضا عانى المنتخب بشدة.

الأزمات واضحة ولكن الحساب مؤجل .. انظروا إلى اختبارات اللاعبين سنويا والتى تحولت إلى سبوبة وأصبح أصحاب المهارات خارج الصورة اللى معاه يدفع يلعب  ومن لا يملك فليذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليه .

كل هذا الكلام تعلمه جيدا مجالس إدارات الأندية ولكن لعنة الفواتير الإنتخابية تجعلهم يرفضون الاستغناء عن أهل السمسرة والعمولات الذين أضاعوا آلاف المواهب بحثا عن مصالح ومكاسب خاصة.

لابد أن تنتبه وزارة الرياضة فورا لهذه المأساة والبدء الفورى فى إنشاء مدارس لا تحكمها المصالح والمكاسب والسمسرة وإسنادها إلى خبراء أجانب على أعلى مستوى ، ليس فى كرة القدم فقط بل فى كافة الألعاب .

قد يقول البعض إن الوزارة لا تملك الدعم المالى وهذا كلام  للاستهلاك والحفاظ على سبوبة أصحاب المصالح ، هذه المدارس قد توفر الملايين للوزارة بل إنها ستحقق ما هو أهم وهو إنقاذ المواهب من مافيا المدربين ووكلاء اللاعبين الذين أفسدوا الوسط الكروى ، ونفس الأمر بالنسبة للالعاب الفردية والجماعية وما أصبحنا نسمعه من أولياء الأمور عن المدربين الذين يعطون تدريبات خاصة لابنائهم على طريقة الدروس الخصوصية لضمان استمرارهم مع الفرق .

إذا كان الهدف إصلاح المنظومة فلن يكون بترحيل اتحاد الكرة بل بالقضاء على الفساد الذى ضرب الرياضة بكل قوة تحت سمع وبصر الجميع وحساب مؤجل دون توضيح الأسباب.